اختتمت اليوم حلقات القرآن الكريم لفئة الأطفال والشباب في قرى العباس برعاية وحضور معرف القرية الشيخ أحمد بن رداد، والشيخ سعد محمد علي آل موسى رئيس محكمة استئناف وعضو المحكمة العليا سابقاً، في مشهد يعكس عمق الاهتمام بالتربية الروحية ورعاية النشء من منطلقات دينية وثقافية راسخة.
في وقت تتزايد فيه التحديات أمام فئة الشباب تبرز قرى العباس في منطقة الباحة كنموذج فريد في العناية بهذه الفئة الغالية انطلاقاً من وعي مجتمعي عميق بمكانتهم ودورهم المحوري في بناء المستقبل، وتجسيداً للحديث النبوي الشريف «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».
ومن قلب هذه القرى التي احتضنت شبابها بعناية ووعي انطلقت رؤية قرى العباس لتكون نموذجاً ملهماً في بناء جيل قادر على خدمة وطنه بعزم وإخلاص.
شهدت القرية تنظيم عدد من الدوريات في كرة القدم والطائرة مثال «بطولتي الكاسر والماهر»، وتنس الطاولة إضافة الى مسابقات ثقافية تهدف إلى تنمية الوعي وصقل المواهب، كما تم تجهيز منشآت رياضية متكاملة احتضنت هذه الفعاليات وكانت مفتوحة للشباب طوال العام بإشراف مباشر من أبناء القرية الذين تولوا القيادة والمسؤولية بإخلاص وتميز.
ولم يتوقف الاهتمام عند حدود القرية بل امتد إلى المدن التي يتواجد فيها أبناء قرى العباس كما حدث في دوري جدة الذي أقيم مؤخرا بدعم من الشيخ محمد بن عبدالله صمان، حيث اجتمع فيه الشباب من مختلف مناطق المملكة في أجواء من التآلف والتنافس النبيل وحظي بتفاعل من الإعلاميين ووجهاء القرية.
ما تقدمه قرى العباس من برامج ومبادرات يجسد المعنى الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية ويعكس وعيا عميقا بأهمية استثمار طاقات الشباب وتوجيهها نحو ما ينفعهم وينفع وطنهم، فهذه الجهود لم تأتِ من فراغ بل هي ثمرة عمل دؤوب ورؤية جماعية هدفها صناعة جيل واعٍ متمكن متسلح بالأخلاق والمعرفة والانتماء.
تبقى تجربة قرى العباس مصدر فخر واعتزاز وتستحق أن تكون نموذجاً يحتذى به في مختلف قرى ومناطق المملكة، فالشباب هم ركيزة الوطن وامتداد مستقبله ومن يزرع فيهم الوعي يحصد غداً مشرقاً.
أخبار ذات صلة