توصلت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Cell» إلى أن أجزاء الجسم البشري لا تتقدم في العمر بالمعدل نفسه، فقد أظهرت الأبحاث أن بعض الأعضاء تبدأ في إظهار علامات التآكل والشيخوخة مبكرا مقارنة بغيرها.

وفقا لما ذكره الدكتور مايكل سنايدر، مدير مركز الجينوميات والطب الشخصي بجامعة ستانفورد، فإن الجسم البشري يشبه السيارة قائلا: «مع مرور الزمن، يتقدم العمر بالكل، لكن بعض الأجزاء تتآكل بشكل أسرع».

وأوضح سنايدر، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، أن تتبع هذه التغيرات يساعد العلماء على فهم عملية الشيخوخة بشكل أفضل، ما قد يؤدي يوما ما إلى تطوير أدوات لإبطائها.

وفي الدراسة، قام باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم بتحليل البروتينات لفهم كيفية وتوقيت تقدم أجزاء الجسم في العمر، وجمع الباحثون 516 عينة نسيجية من 76 شخصا تراوح أعمارهم بين 14 و68 عاما، توفوا بسبب إصابات في الدماغ، كما شملت العينات أعضاء مثل القلب، الرئتين، الكبد، البنكرياس، الطحال، الأمعاء، الغدد الكظرية، الجلد.

وأظهرت الدراسة أن عملية الشيخوخة تتسارع بشكل عام حول سن الـ50، لكن الأعضاء تتقدم في العمر وفقا لجداول زمنية مختلفة، فعلى سبيل المثال، يبدأ الشريان الأورطي (أكبر شريان في الجسم)، والطحال، والغدد الكظرية في إظهار تغيرات ملحوظة في بروتيناتها بحلول سن الـ30، كما تشير هذه التغيرات المبكرة في الشريان الأورطي إلى أن التغيرات في الأوعية الدموية قد تكون محركا رئيسيا للشيخوخة العامة.

وأشار الدكتور فاديم غلاديشيف، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام لكنها صعبة التطبيق في الممارسة الطبية حاليا، موضحا أن التغيرات في البروتينات المرتبطة بالعمر قد تكون ضارة، محايدة، أو حتى مفيدة، وهو ما يتطلب المزيد من البحث لفهمه.

ومن النتائج المثيرة أيضا اكتشاف تراكم بروتين الأميلويد، المرتبط عادة بمرض الـ«ألزهايمر»، في أعضاء أخرى تتقدم في العمر، كما حدد الباحثون بروتينات في الدم قد تساهم في الشيخوخة، ما يفتح الباب لتطوير علاجات مستقبلية تستهدف هذه البروتينات لإبطاء عملية الشيخوخة.

وأكدت الدكتورة مانيشا باروليكار، رئيسة قسم طب الشيخوخة في مركز هاكنساك الطبي الجامعي، أن الدراسة تؤكد أهمية تبني عادات صحية مبكرا.

وتشمل هذه العادات تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وإدارة التوتر، وممارسة التأمل، والبقاء على تواصل مع المجتمع، وأضافت أن البدء بهذه العادات في العشرينات والثلاثينات من العمر قد يساعد في إبطاء وتيرة الشيخوخة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version