في زمن تتسابق فيه الدول لبناء اقتصاد معرفي متنوع أصبحت المعارض منصات إستراتيجية لصياغة الصورة الذهنية وتحفيز الابتكار ودفع عجلة التنمية.

ومع التحوّل الوطني الذي تقوده رؤية المملكة 2030 تقف صناعة المعارض والمؤتمرات في مفترق طريق قد يتطلب إعادة تعريف شاملة لمفاهيم التنظيم وآليات الحوكمة ومنظومات التأهيل حتى لا تكون الفعالية حدثاً عابراً إنما أداة تأثير عميق في الاقتصاد والمجتمع والهوية…

فمعرض بلا قلب يعني فعالية بلا روح بلا رسالة وبلا بوصلة؟

ولأن الطموح لا يتحقق بالأماني بل بالهياكل المؤسسية الرصينة تبرز الحاجة لتأسيس الاتحاد السعودي للمعارض والمؤتمرات ككيان وطني موحد يقود التحوّل من الاجتهاد إلى الاحتراف ومن العشوائية إلى التكامل، هو اتحاد يمثل القطاع محلياً ودولياً يُنظّم، يُقنّن، يُحفّز ويضمن التكافؤ والتميّز في كل تفاصيل الصناعة.

نحتاج إلى نبض احترافي ينبع من:

– إطلاق أكاديمية وطنية متخصصة في المعارض والمؤتمرات تخرج كوادر بشهادات معترف بها دولياً.

– ربط منح التراخيص بحضور برامج تدريب وتأهيل تعتمد على معايير عالمية.

– تصنيف المنظمين من مبتدئ إلى دولي بناء على الأداء والخبرة.

– تفعيل آليات تسويق المملكة عالمياً عبر لجنة استقطاب دولية تحفّز وتنظم وتبني علاقات إستراتيجية مع كبرى الجهات العالمية…

كما أن هيكلة الجمعيات المهنية باتت ضرورة تعيد للمنظمات المتخصصة دورها الريادي من خلال الحوكمة والشفافية وربط التمويل بتحقيق مؤشرات أداء واضحة تقيس الأثر والنتائج له. ولتتحوّل الجغرافيا إلى أداة تنافس لا بد من تعزيز التميّز المناطقي، حيث تمنح كل منطقة فرصاً لإبراز ميزاتها التنافسية وتكافأ عبر مؤشرات أداء وجوائز وطنية تعلي من قيمة الابتكار والجودة في تقديم الفعاليات… إننا نبني قطاعاً وطنياً إستراتيجياً عزز مكانة المملكة على خارطة العالم كوجهة أولى لصناعة المعارض والمؤتمرات، فحين يمنح هذا القطاع قلباً نابضاً بقيادة موحدة، وكفاءات مؤهلة، وإستراتيجيات دقيقة، يصبح المعرض منصة فاعلة، وليكن شعار المرحلة:

من معرض بلا قلب.. إلى صناعة نابضة بالفخر والاحتراف.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.