11/8/2025–|آخر تحديث: 21:29 (توقيت مكة)
اليوم، ومن غزة تختنق الكلمات بغصّة الفقد، وتمضي الحروف جريحة لا تقوى على مواساة آلام الوجع ووحشة الفراق، حيث ما زالت دماء أنس الشريف ورفاقه تسيل على ورق الحقيقة، وتعري تقاعس أمة خذلت غزة وتركتها وحيدة تواجه الجريمة المتواصلة.
بهذه الكلمات النازفة تحدث جمع من الإعلاميين والصحفيين للجزيرة نت، ينعون زملاء تركوا فراغا أمام الكاميرا ومن خلفها، وتساءل الجميع: من يحمل وزر هذه الجرائم؟ أهو العجز العربي المتراكم حول غزة، أم صمت العالم، أم أنها يد إسرائيل الغاشمة التي اعتادت أن تفعل ما تشاء مطمئنة إلى غياب الرادع وبلادة الضمير؟
وقال الإعلاميون في مداخلاتهم إن الحقيقة تُغتال في خيام الصحفيين، وهناك تُطفأ مصابيح الكلمة الحرة، ويظن الاحتلال أنه بإقصاء العيون سيحجب النور، لكنه لا يدرك أن الحقيقة صارت أوضح من أن تُدفن، وأن صوت الميدان مهما خُنق سيبقى مجلجلا في الوجدان.
وأكدوا أن قتل الصحفيين هنا ليس خطأ عابرا، بل جريمة مقصودة، ومحاولة يائسة من احتلال مأزوم لإسكات الصوت وحجب الصورة وخنق الرواية. فهذه حرب إسرائيلية على الحقيقة، حربٌ على كل مَن حمل كاميرا أو قلما لينقل ويكتب بالدم قصة شعب يُباد أمام عيون العالم.
إن أكثر من 238 صحفيا مضوا في قطاع غزة شهداء للصدق والمهنية، وعيون الجزيرة التي أُصيبت في الميدان لا تزال ترى، وبصيرتها باقية لا تنطفئ.
ورغم أن المصاب جلل، فإن صحفيي الجزيرة ما زالوا في طريق الحقيقة سائرين مهما كانت وعرة وتتطلب فداء وتضحيات، فالجزيرة فقدت أمس عيونا لها في غزة لكنها لم تفقد البصر ولن تفقد البصيرة، وستبقى الجزيرة تنقل صور المجازر وآهات الألم، وتروي الحقيقة مهما تعاظم الخطب، ومهما تمادت يد البطش.