في خطوة جريئة أخرى من الفنان الغامض بانكسي، الذي يُعرف بأعماله السياسية الاستفزازية، ظهرت لوحة جدارية جديدة على واجهة مبنى المحكمة الملكية للعدل في قلب لندن، تصور قاضيا يرتدي الزي التقليدي البريطاني (الباروكة البيضاء والرداء الأسود) وهو يوجه مطرقته بقوة نحو متظاهر من أجل فلسطين ملقى على الأرض يمسك بلافتة مغطاة بدماء.

ورُسمت اللوحة، التي أكد بانكسي أنها من عمله عبر منشور على حسابه في «إنستغرام»، بأسلوب الستينسيل المميز لبانكسي، وأثارت جدلا واسعا حول حرية التعبير والقمع القضائي، خصوصا بعد أن سارعت السلطات إلى إخفائها خلف حواجز معدنية وأغطية بلاستيكية كبيرة، مع حراسة أمنية مشددة أمام الموقع.

وظهرت اللوحة المثيرة للجدل، صباح أمس (الإثنين) على واجهة مبنى المحكمة الملكية للعدل في لندن، لكن تم إخفاؤها في غضون ساعات قليلة فقط، ما دفع عشاق الفن والناشطين إلى التجمع أمام المبنى في شارع كاري لالتقاط الصور قبل الإخفاء.

صمت رسمي تجاه الواقعة

ووفقا لتقارير من وسائل إعلام بريطانية، فإن اللوحة تقع على جدار مبنى «الملكة»، الذي يُعد جزءا من مجمع المحكمة الملكية للعدل، وهو مبنى مدرج من الدرجة الأولى تاريخيا ويُحمى بصرامة، ولم تصدر السلطات بيانا رسميا حول الإخفاء، لكن مصادر أمنية أشارت إلى أن الإجراء كان للحفاظ على «النظام العام» مع وجود كاميرات مراقبة فوق الموقع مباشرة.

واشتهر بانكسي، الفنان البريطاني الغامض الذي يُعتقد أنه من بريستول ونشط منذ التسعينات، بأعماله الفنية الجدارية التي تنتقد السلطة والحروب والرأسمالية بأسلوب ساخر ومباشر، لكن هوية بانكسي الحقيقية لا تزال سرا، لكنه يؤكد أعماله عادة عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

سلسلة لوحات دعماً لفلسطين

وهذه اللوحة الجديدة ليست الأولى التي تتناول قضية فلسطين؛ فقد رسم بانكسي سابقا رسوما جدارية على جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية، مثل لوحة «الولادة المعدلة» في بيت لحم عام 2019، في إشارة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويرتبط السياق السياسي للوحة مبنى المحكمة الملكية ارتباطا وثيقا بالأحداث الأخيرة في بريطانيا، إذ ظهرت اللوحة بعد يومين فقط من اعتقال نحو 900 شخص في احتجاج كبير في لندن يوم السبت 6 سبتمبر، ضد حظر الحكومة البريطانية مجموعة «فلسطين أكشن» وتصنيفها منظمة إرهابية منذ يوليو 2025 بعد أن اقتحم بعض أعضائها قاعدة جوية بريطانية وصبغوا طائرات عسكرية بلون أحمر.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version