بعد عقود من الجدل والقصص الغامضة، أعلن العالم الأسترالي كارل كروزلنيكي أنه توصل إلى تفسير علمي ومنطقي لاختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا، مسقطًا فرضيات الكائنات الفضائية والمدن المفقودة والبوابات الزمنية.

وأوضح كروزلنيكي، الذي يدرس الظاهرة منذ سنوات، أن المنطقة الواقعة بين فلوريدا وبرمودا وجزر الأنتيل الكبرى ليست أكثر خطورة من أي منطقة بحرية أخرى في العالم، لكنها تُعد من أكثر المساحات البحرية ازدحامًا بحركة الملاحة والطيران، وهو ما يرفع احتمالات وقوع الحوادث.

وأشار إلى أن البيانات التي أصدرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وشركة التأمين العالمية لويدز لندن، منذ سبعينيات القرن الماضي، تؤكد عدم وجود أي زيادة غير طبيعية في معدلات الحوادث داخل المثلث، مقارنة بمناطق أخرى مشابهة.

ويرى كروزلنيكي أن الظاهرة تعود إلى مزيج من العوامل، أبرزها الازدحام الملاحي الشديد الذي يجعل المنطقة مسرحًا يوميًا لمرور مئات السفن والطائرات، إضافةً إلى الطقس المتقلب نتيجة تيار الخليج السريع والقوي، ما يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في الأجواء قد تتحول من صفاء استوائي إلى عواصف عاتية خلال دقائق، وكذلك الأخطاء البشرية التي تصبح أكثر خطورة في بيئة معقدة جغرافيًا مليئة بالجزر والممرات الضيقة.

كما أن طبيعة المياه العميقة في المنطقة، وصعوبة عمليات البحث والإنقاذ، تسهم في تضخيم صورة الغموض حول حالات الاختفاء، حيث غالبًا ما يصعب العثور على الحطام أو الجثث.

ورغم هذه التفسيرات العلمية، يعترف كروزلنيكي بأن الأساطير المحيطة بمثلث برمودا ستظل حاضرة في المخيلة الشعبية، لأن الحديث عن أتلانتس المفقودة أو الكائنات الفضائية أكثر إثارة وتشويقًا من الحقائق الإحصائية الجافة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.