|

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل وضعت نصب عينيها التأثير بشدة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة عبر عملياتها العسكرية المتعاقبة منذ بداية الحرب، مؤكدا أنها أقدمت على عسكرة ممنهجة لمقومات الحياة من غذاء ومياه وأدوية وغيرها.

وأشار حنا إلى أن إسرائيل شقت محاور جديدة لتقطيع أوصال قطاع غزة، مما يضرب المنظومة الاجتماعية، مستدلا بالتوغل العسكري إلى منطقة ما وتدميرها كليا بما فيها من أسواق شعبية ومراكز طبية، وما يتربت على ذلك من أوضاع إنسانية كارثية.

كما تضرب إسرائيل الترابط العائلي في غزة من خلال قتل وإصابة واعتقال عشرات الآلاف من الغزيين، إذ أصبح هناك أطفال بلا والدين، وكذلك نساء من دون أزواج وأطفال لهن، كما قال حنا في فقرة التحليل العسكري على الجزيرة.

ووفق حنا، فإن وزراء إسرائيليين أكدوا أن المنظومة العسكرية تهدم منازل الغزيين لكي لا يكون هناك مجال للعودة إليها، مما يدفع نحو التهجير القسري والشامل، في تأكيد على وجود علاقة مباشرة بين العملية العسكرية والموضوع الإنساني.

وكذلك، تجاهلت إسرائيل تنفيذ البروتوكول الإنساني والإغاثي كأحد استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في يناير/كانون الثاني الماضي.

كما أنشات تل أبيب وواشنطن ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” لتوزيع المساعدات، ورعاية مليشيات مسلحة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإشاعة الفوضى والفلتان الأمني، وكذلك سرقة المساعدات وبيعها مقابل أسعار باهظة، حسب حنا.

ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل تعمل حاليا على زيادة أعداد مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية” لكي يأتي إليها المجوعون وقتلهم بدم بارد، وذلك بعد تهميش الآلية السابقة التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في بيان مشترك أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.

وبالتزامن مع ذلك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا أكد فيه أن المجاعة تتفشى في محافظة غزة، وتوقع أن تمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر المقبل.

في المقابل، قال جيش الاحتلال إن التقرير الأممي يقدم صوره خاطئة لا تعكس الواقع على الأرض، ويعتمد على بيانات جزئيه مصدرها حركة حماس.

وادعى الجيش أنه منذ بداية الشهر الجاري يحصل كل شخص في غزة يوميا على مواد غذائية توفر ما معدله 4400 سعرة حرارية، مشيرا إلى ما وصفه بفجوات كثيرة وخطيرة في المعطيات التي اعتمدت عليها المبادرة العالمية.

شاركها.
Exit mobile version