|

أفاد مراسل الجزيرة -اليوم الأحد- بدخول قافلة المساعدات الإنسانية مدينة السويداء جنوبي سوريا، في حين رفض حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الدروز) دخول الوفد الحكومي الرسمي، وذلك مع بدء الشرطة السورية الانتشار على أطراف المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية قوله إن الهجري رفض دخول الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات إلى محافظة السويداء عقب فتح ممرات آمنة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة.

وفي حين قالت “الرئاسة الروحية للموحدين الدروز بالسويداء” إنها ترحب بكل المساعدات الإنسانية عبر المنظمات والجهات الدولية”، أكدت وزارة الصحة السورية أن الهجري سمح بدخول الهلال الأحمر السوري فقط للسويداء وعودة القوافل مع الوفد الحكومي إلى دمشق.

كما قال وزير الصحة السوري مصعب العلي إن القافلة تحركت -اليوم الأحد- بعد انسحاب مقاتلي العشائر من مدينة السويداء وتطبيق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية أمس السبت.

وأوضح العلي أن وقف إطلاق النار في المحافظة نتج عنه إنشاء ممرات آمنة للوصول إلى المشفى الوطني بالسويداء، لتقديم المساعدات “لأبناء الشعب السوري ولكل من يستحقها”.

ولفت إلى أن القافلة جرى تجهيزها منذ أيام عدة، لكنها لم تستطع الدخول الى السويداء بسبب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

كما قالت وزارة الصحة السورية -في منشور على منصة إكس- إن قافلة المساعدات الطبية والغذائية رافقها وفد وزاري يضم وزير الصحة مصعب العلي، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، ومحافظ السويداء مصطفى البكور بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.

وأوضحت “سانا” أن القافلة الطبية تضم 20 سيارة إسعاف وفرقا طبية متخصصة وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية، مشيرة إلى أن القافلة جهزتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارتي الطوارئ وإدارة الكوارث والشؤون الاجتماعية والعمل، إضافة إلى المنظمات الأممية المعنية.

من جهته، دعا وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح المجموعات المحلية في السويداء إلى عدم التعرض للفرق الإنسانية، مؤكدا أن جزءا من قافلة المساعدات لم تسمح له مجموعات محلية بدخول السويداء.

وأضاف الصالح للجزيرة أن قوافل المساعدات جاهزة للدخول إلى السويداء في أي وقت، وأن هدفهم “إيصال المساعدات وتقديم الخدمات الطبية لكل سكان المدينة”.

وأمس السبت، أعلنت وزارة الصحة السورية بدء تحرك فوري لإرسال قافلة طبية عاجلة إلى السويداء استجابة لفتح ممرات آمنة بالمحافظة، وذلك بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية إخلاء السويداء من مقاتلي العشائر كافة وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة.

تهدئة الأوضاع

بدوره، قال وزير الداخلية السوري أنس خطاب -اليوم الأحد- إن قوى الأمن الداخلي نجحت في تهدئة الأوضاع ضمن المحافظة بعد انتشارها في المنطقة الشمالية والغربية منها، وذلك بعد أيام دامية مرت على السويداء.

وأوضح خطاب أن قوى الأمن الداخلي تمكنت من إنفاذ وقف إطلاق النار داخل السويداء، تمهيدا لمرحلة تبادل الأسرى والعودة التدريجية للاستقرار إلى المحافظة.

وأضاف أن انتشار قوى الأمن الداخلي يمثل صمام أمان للاستقرار والتهدئة، وخطوة أولى في ضبط فوضى السلاح وترسيخ حالة الأمن، قائلا “بوصلتنا هي وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما يتيح للدولة مباشرة دورها في إعادة الحياة إلى طبيعتها في مدينة السويداء وسائر أرجاء المحافظة”.

ويوم 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات وصفتها بـ”الخارجة على النظام والقانون” أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.

وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء كان آخرها أمس السبت.

ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة السابقة طويلا، إذ تجددت الاشتباكات أول أمس الجمعة إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو وممارسة الانتهاكات ضدهم.

وتحت ذريعة “حماية الدروز” استغلت إسرائيل الاضطرابات الأخيرة في السويداء وصعّدت عدوانها على سوريا، إذ شنت الأربعاء الماضي غارات مكثفة على 4 محافظات تضمنت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة بـ”حماية الأقلية الدرزية” رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد.

شاركها.