|

وصفت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية العملية العسكرية المركبة -التي نفذتها كتائب القسام في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) صباح اليوم الأربعاء- بالاستثنائية وغير المسبوقة، محذرة من تزايد جرأة المقاتلين الفلسطينيين وتصاعد محاولاتهم لأسر الجنود، كما كشفت عن هجوم مشابه قبل يومين لم يُعلن عنه من قبل.

ومن جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه “حدث غير مسبوق، بعد عامين من الحرب” مبينة أن ما بين 14 و20 مسلحا خرجوا من فتحة نفق وهاجموا موقعا للجيش واشتبكوا مع الجنود. وأضافت أن الجيش دفع بطائرات ودبابات لصد هذا “الهجوم المنظم” مشيرة إلى أن الجيش يعتقد أن المهاجمين أرادوا التسلل إلى الموقع وربما أسر جنود.

وفي الوقت نفسه، قال قائد سرية في لواء كفير بالجيش الإسرائيلي إن المواجهات في خان يونس دارت وجها لوجه وإن الجيش استعان بسلاح الجو.

وأضاف العسكري الإسرائيلي أن “أكثر من 11 مسلحا أطلقوا علينا النار وصواريخ مضادة للدروع”.

لواء خان يونس

كما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن لواء خان يونس في كتائب القسام يشن حرب استنزاف بعدما تعلم عناصره خلال المواجهات “آليات عمل الجيش وتخطيطه وتوجيهه” لافتة إلى أن لدى القسام “قوات عالية الكفاءة في خان يونس تشكل تحديا للجيش الإسرائيلي”.

وأضافت المصادر نفسها أن عناصر القسام ينصبون الكمائن بشكل يومي وبصورة تظهر تعمدهم استهداف قادة الوحدات، مشيرة إلى أن محاولات العثور على هؤلاء العناصر والإيقاع بهم “معقدة وصعبة”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في ظل الاستعداد للدخول إلى مدينة غزة حيث يكون التعقيد أكبر بعشرات المرات- يجب أن يفهم الجيش أنه لا يخرج في نزهة، بل يتجه ليقاتل ضد لواءين من المسلحين المدرَّبين والمسلحين من الرأس حتى أخمص القدمين.

وأكدت أن حركة حماس ستتحدى هذه القوات، وستحاول الالتفاف والأسر وإحراج الجيش بهجمات مشابهة لما حدث صباح اليوم.

واعتبرت معاريف أن ما جرى في خان يونس يعد “فشلا دراماتيكيا لجهاز الشاباك (الأمن الداخلي) وشعبة الاستخبارات العسكرية” مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية سيجريان تحقيقات بشأن الإخفاق في توفير التغطية الاستخباراتية.

وكذلك، نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤولين بقيادة المنطقة الجنوبية بالجيش قولهم إن حماس “درست سلوك القوات الإسرائيلية بموقع الهجوم في خان يونس”.

هجوم مشابه في بيت حانون

وتحدث المسؤولون بالقيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي عن هجوم آخر قبل يومين لم يُعلن عنه سابقا، موضحين أن 8 مسلحين حاولوا أسر جنود في بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وقالوا إن “جرأة مقاتلي حماس في مهاجمتنا ومحاولة أسر الجنود زادت بشكل واضح” وفقا لما نقله موقع “والا”.

ويأتي هذا رغم إعلان الجيش الإسرائيلي بدء المراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة، بعمليات مركزة على حي الزيتون، وعلى جباليا (شمالي قطاع غزة) في إطار خطة عسكرية جديدة بعد نحو عامين من حرب الإبادة.

توقيت حرج

وقال المختص بالشؤون الأمنية والعسكرية أسامة خالد -للجزيرة نت- إن عملية خان يونس تأتي في ظل حالة استعصاء سياسي وتعثر تفاوضي وميداني لإسرائيل، وفي توقيت حساس مع قرار المصادقة على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.

ورأى خالد أن كتائب القسام وجّهت رسائل ميدانية واضحة بأنها لا تنتظر هجوم قوات الاحتلال فحسب، بل إنها متكيفة ومتأقلمة مع تطورات الميدان.

وقال إن الكتائب أظهرت قدرة على تشغيل وحدة عسكرية بحجم فصيل مشاة كامل لتنفيذ عمليات هجومية، مثل الإغارات السريعة على أهداف أرضية ومتحركة، واستهداف قوات نخبوية للاحتلال، وذلك ضمن جهد متكامل يجمع بين العمليات العسكرية المباشرة وحرب نفسية تستهدف التأثير على معنويات الجيش الإسرائيلي.

تفاصيل الإغارة

وقد أعلنت كتائب عز الدين القسام -في بيان عبر تليغرام- أنها تمكنت صباح اليوم من “الإغارة على موقع مستحدث للعدو جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بقوة قسامية قوامها فصيل مشاة”.

وقالت الكتائب إن “المجاهدين” اقتحموا الموقع واستهدفوا عددا من دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4” بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105، كما استهدفوا عددا من المنازل التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال، وتثبيتها بـ6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرشاشة.

وأضافت أن عددا من “المجاهدين” اقتحموا المنازل وأجهزوا بداخلها على عدد من جنود الاحتلال من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكنوا أيضا من قنص قائد دبابة “ميركافا 4” وإصابته إصابة قاتلة.

وذكرت كتائب القسام في بيانها أن عناصرها قاموا بدك المواقع المحيطة بمكان هذه العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدات، ودك موقع العملية بعدد من قذائف الهاون لتأمين انسحابهم من المكان.

“استشهادي” يفجر نفسه

وقالت كتائب القسام إنه فور وصول قوة الإنقاذ الإسرائيلية قام أحد “الاستشهاديين” بتفجير نفسه في الجنود وأوقعهم بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن الهجوم استمر لعدة ساعات، وأن “المجاهدين” رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.

وفي المقابل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء اليوم إنه ستجرى تحقيقات بشأن ما حدث في خان يونس، مبينا أن 15 مسلحا هاجموا القوات الإسرائيلية بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

وادعى المتحدث الإسرائيلي أن الجيش قتل 9 من المهاجمين، بينما أصيب جندي بجروح بالغة.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 156 ألفا، وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. كما استشهد 269 فلسطينيا جراء التجويع، بينهم 112 طفلا.

المصدر: الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + الصحافة الفلسطينية

شاركها.
Exit mobile version