تأكد، فعلياً، أنّ رئيس حكومة الدولة العبرية بنيامين نتنياهو شخصٌ لا يمكن التعايش معه. ليس من جانب العرب وحدهم؛ بل من جانب العالم كله. وظنَّ الرجل السبعيني المتهم بالفساد والاختلاس أنه يمكنه أن يعيد رسم الجغرافيا، والتاريخ، ويحوّل الشرق الأوسط إلى «إسرائيل الكبرى»؛ نهباً للأراضي، وتدميراً للقانون الدولي، وتحدياً للإنسانية من خلال «إبادة» العرب في غزة، والضفة الغربية، وسورية، ولبنان، بدرجة أبشع من «الهولوكوست» الذي نفذه نظام أدولف هتلر النازي في ألمانيا… تماماً كأن العرب هم من ارتكبوا محرقة اليهود في ألمانيا النازية. لا يزال نتنياهو وذئابه المسعورة (كاتس، بنغفير، سموتريتش، وساعر) يقتلون الأطفال، ليس بالمقاتلات الأمريكية وحدها؛ بل بتجويعهم حتى الموت، وبقصف الباحثين عن الإغاثة الإنسانية في مواقع توزيعها. ويقتلون النساء، ويقصفون المستشفيات، وخيام الصحفيين، ويعملون في الوقت نفسه على إقناع دولٍ فقيرة، منها جنوب السودان، بتوطين سكان غزة. ولا شك في أن نتنياهو وذئابه المسعورة يستفيدون من الجماعات الإنجيلية والتوراتية المتطرفة؛ وعلى رأسهم سفير واشنطن مايك هكابي، ومن أطقم المستشارين الأمريكيين، الذين كلما أخطأت إسرائيل، وذبحت، وقتلت، وجوّعت التمسوا لها الأعذار، وهيأوا التغطية الكافية لحجب خطاياها. صحيح أن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 كان خطأً لن يدافع عنه عاقل؛ لكن استخدامه ذريعة لإبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، والاستيلاء على الضفة الغربية، وقتل اللبنانيين، والسوريين أمرٌ يجافي المنطق، ويجانب الصواب. وهو -بلا شك- وصفة ناجعة لغرس أحقاد بين العرب واليهود تستمر قروناً، وسيموت بسببها مئات الآلاف من العرب واليهود. فمهما انكسر العرب بفعل المقاتلات، والقنابل، والتجويع؛ ستأتي أجيال منهم متمسكة بحق الأرض، والحياة، والعدالة. وهي بيئة غير مواتية للسلام المنشود.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version