أثارت صور المجاعة المستمرة في قطاع غزة موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر مغردون عن حزنهم العميق إزاء المشاهد المؤلمة للغزيين الذين يعانون التجويع وسوء التغذية بعد 22 شهرا من الحرب
وبينما تتواصل ظروف الحصار والتجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، تظهر صور مروعة لأجساد نحيلة لا تكاد تحمل سوى الجلد والعظام، في مشاهد تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة.
وتحولت قصة سليم عصفور، الرجل الفلسطيني البالغ من العمر 75 عاما والأب لستة أطفال، إلى رمز للمعاناة التي يواجهها الغزيون، حيث نحت الجوع جسده حتى أصبح مثالا حيا على قسوة الحصار وتأثيره المدمر على الأجساد.
وسجلت مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية فقط أكثر من 10 حالات وفاة بسبب التجويع وسوء التغذية، في مؤشر مخيف على تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع المحاصر منذ أكثر من عام ونصف.
وتؤكد الأمم المتحدة أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يمضون أياما بدون طعام، مشيرة إلى أن مؤشر سوء التغذية قد تجاوز عتبة المجاعة، وهو ما يضع القطاع في مواجهة كارثة إنسانية حقيقية.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يعانون من ظروف أشبه بالمجاعة، في وقت تتفاقم فيه أزمة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بسبب سياسات الاحتلال المنهجية.
وأشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أن 36 شاحنة فقط دخلت القطاع أمس، مؤكدا أن غالبيتها تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمد.
ليست مجاعة بل مذبحة
ورصد برنامج شبكات (2025/8/3) جانبا من التعليقات على ظروف المجاعة التي يعيشها الغزيون وارتفاع حالات الوفيات بالجوع وسوء التغذية، حيث كتب محمود “بعد 22 شهرا من الحرب، تتصارع حشود جائعة على الغذاء القليل الذي يدخل غزة، مخاطرة بحياتها تحت النيران، أو تنهبه عصابات إجرامية أو يتم الاستيلاء عليه بطرق أخرى وسط الفوضى”.
وعبرت دورين عن رؤيتها للوضع بقولها “ليست حربا وليست مجاعة، بل مذبحة وتجويع”، بينما غردت قصيدة “مجاعة وإبادة غزة فضيحة للمسلمين وسبة في جبين الإنسانية”.
من جانبه، وصف محمد المشهد في غزة بكلمات مؤثرة قائلا “المشهد في غزة اليوم يفطر القلب، مجاعة تطرق الأبواب، أطفال يصرخون من الجوع، أمهات عاجزات حتى عن شربة ماء نظيفة لأطفالهن، شيوخ يلتقطون أوراق الشجر ليقتاتوا بها. العالم كله يرى، لكن الصمت أعلى صوتا من الاستغاثات”.
وفي ظل هذه الظروف المأساوية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، نشرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس مشاهد للأسير الإسرائيلي أفيتار ديفيد، وعنونتها بـ”يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب”، في إشارة إلى أن الأسرى الإسرائيليين يتقاسمون نفس ظروف المعيشة الصعبة مع سكان القطاع.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ663 على التوالي، مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمارا واسعا في البنية التحتية، بالإضافة إلى أزمة إنسانية خانقة تهدد حياة جميع سكان القطاع.
3/8/2025–|آخر تحديث: 20:55 (توقيت مكة)