|

بينما يتحدث قادة إسرائيل العسكريون عن سيطرتهم الكاملة على رفح جنوبي قطاع غزة، ويخططون لإقامة ما يسمونها “مدينة إنسانية” بها، نفذت المقاومة عمليات مفاجئة، يقول خبير عسكري إنها “تنسف مزاعم السيطرة الإسرائيلية على المنطقة”.

وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- اليوم الأربعاء- إيقاع 25 جنديا إسرائيليا بين قتيل وجريح في سلسلة عمليات شرقي مدينة رفح.

كما بثت القسام مشاهد توثق تفجير مقاتليها آليات إسرائيلية في مخيم جباليا شمالا. وقالت إن مقاتليها استهدفوا أمس الثلاثاء قوة إسرائيلية قوامها 7 جنود بعبوة “تلفزيونية” مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

ووفقا لما قاله جوني -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- فإن عملية رفح “تنفي ما يقوله القادة العسكريون الإسرائيليون بشأن السيطرة على جنوب القطاع وحديثهم بإمكانية إقامة منطقة إنسانية فيه”.

فوقوع هذه العمليات بعد الإجراءات المدمرة التي نفذتها إسرائيل في رفح “تجعل تقارير القادة العسكريين غير موثقة عند قيادتهم السياسية وتمثل صدمة لإسرائيل”.

من ناحية أخرى، تثبت هذه العملية قدرة المقاومة على تنفيذ هجمات في “العمق الأمني لقوات الاحتلال الموجودة بالقطاع”، رغم أنها “تمثل مخاطرة كبيرة جدا، وتتطلب جهدا مضنيا”.

التوغل لا يعني السيطرة

وتعكس هذه العمليات الفارق بين التوغل في الأرض والسيطرة عليها، لأنها تؤكد أن إسرائيل “لا تملك السيطرة، ولن يكون أمامها سوى الانسحاب من القطاع أو تحمل فاتورة البقاء فيه”.

وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في مدينة رفح قبل 14 شهرا. وفي وقت سابق، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن المدينة سويت بالأرض.

وتعتبر رفح استكمالا لمسرح العمليات الذي يشهد هجمات قوية للمقاومة كالذي نفذته أمس الثلاثاء في جباليا شمالا، ودير البلح (وسط) والذي يقول الخبير العسكري إنه “طال أهدافا متنوعة من دبابات وآليات وناقلات جند وحفارات ومبنى يتحصن فيه الجنود، مما يعني أن كل ما يخص إسرائيل في غزة معرض للضرب”.

وتظهر المقاومة تنوعا في الأسلحة خلال هذه العودة “الصادمة والصعبة من حيث شكلها وتوقيتها”، لأنها “تضرب حديث السيطرة الإسرائيلية على الأرض، وتنعكس على المفاوضات الجارية لوقف القتال”.

ويعكس نجاح عمليات المقاومة غزارة وأهمية المعلومات التي تحصل عليها، والتي “تتطلب جهدا مضنيا، وبقاءً وسط ركام يصعب البقاء فيه طويلا”، كما يقول جوني.

وإلى جانب ذلك، فإن جمع هذه المعلومات يفرض على المقاتلين “المغامرة بالعمل في مناطق شديدة الخطورة تخضع للمراقبة الإسرائيلية على مدار الساعة، لكنها مغامرات تنجح في نهاية الأمر وتعكس تمسك المقاتلين بمواصلة العمل بهذه الطريقة”.

وحتى حديث الجيش عن إمكانية العودة مجددا لتدمير بنية المقاومة العسكرية في شمال القطاع يبدو “غير واقعي، لأنه يناور في محيط مدينة غزة بالفرقة 98 المسؤولة عن تأمين مستوطنات الغلاف”.

وتعني المناورة بهذه الفرقة أن رئيس الأركان إيال زامير “انتقل إلى الدفاع، بدلا من الهجوم وتحرير الأسرى اللذين دخل القطاع من أجلهما”، فيما تمثل عمليات المقاومة الأخيرة “ردا بالنار، على إعلان إسرائيل فرض أمر واقع أمني معين في القطاع.

وكان زامير قد أعلن انتهاء عملية دير البلح البرية بعد يومين من إطلاقها، وقال إنها حققت أهدافها، وإن الجيش ربما يعود للعمل مجددا في المدينة.

وردا على هذا الحديث، نشرت القسام مشاهد لاستهداف مقاتليها دبابة وناقلتي جند جنوب وشرق دير البلح، وهي مشاهد قال الخبير العسكري العقيد الركن نضال أبو زيد، إنها تعزز فرضية إنهاء إسرائيل العملية بسبب الخسائر وليس بعد تحقيق أهدافها، كما يدعي زامير.

شاركها.
Exit mobile version