23/8/2025–|آخر تحديث: 15:58 (توقيت مكة)
نجحت بتسوانا في خفض معدلات انتقال مرض الإيدز من الأم إلى الطفل إلى مستويات قياسية، حيث بلغت نسبة العدوى هذا العام بين الأطفال حديثي الولادة أقل من 1%.
وفي وقت سابق من العام الحالي، أدرجت منظمة الصحة العالمية دولة بتسوانا في دائرة التصنيف الذهبي لنجاحها في إنهاء الانتقال العمودي لفيروس نقص المناعة بوصفه مهددا للصحة العمومية.
وقبل 20 عاما، كان فيروس نقص المناعة البشري منتشرا بشكل خطير في تلك الدولة، إلى حد جعل السياسيين والأطباء يرونه تهديدا وجوديا للدولة البالغ سكانها 1.7 مليون نسمة فقط.
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، كانت تسجل إصابة طفل واحد من كل 8 عند الولادة، بينما تراوحت معدلات انتقال العدوى من الأم إلى الطفل خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية بين 20 و40%.
رحلة التحول
في سنة 2001، كانت بتسوانا تصنّف ثاني أكبر مكان لانتشار فيروس نقص المناعة على المستوى العالمي، مما جعل الرئيس آنذاك فيستوس موغاي يطلق نداء ويقول إن السكان مهددون بالانقراض.
ولكن من قلب الأزمة، ولد أحد أنجح البرامج الوقائية والعلاجية، حيث بدأت البلاد في رحلة التحول، وبعد عقدين من الزمن أصبحت إصابات الأطفال الرضّع سنويا لا تتجاوز 100 حالة.
وقد تحقق هذا النجاح من خلال إرادة سياسية قوية، واستثمار في البنية العلمية، وبرامج توعية صحية شاملة شارك فيها جميع الفاعلين في الدولة، وعلى رأسهم رئيس البلاد والمنظمات الصحية الوطنية.
وفي سياق الجهود المبذولة في حماية الحوامل والأطفال حديثي الولادة، أنشأت السلطات مخابر طبية قادرة على إجراء آلاف الفحوصات، كما أقنعت الأمهات المصابات باستخدام الحليب المصنع للأطفال، ووفّرت لهن العلاج بالمجان.
تجارب سريرية واعدة
وبفضل هذه الجهود، ظهر جيل خاص من الأطفال والمراهقين المصابين بالفيروس، لكنهم يعيشون بمستويات شبه منعدمة للمرض نتيجة تلقي العلاج منذ الولادة، ويعتبر هؤلاء مرشحين مثاليين لتجارب علاجية تسعى إلى شفاء كامل.
وفي مؤتمر الجمعية الدولية للإيدز الذي انعقد مؤخرا في رواندا، ناقش الباحثون تجربة سريرية تاريخية في بتسوانا ستشمل 30 طفلا يتلقون أجساما مضادة، وهي فئة جديدة من أدوية الإيدز قادرة على مهاجمة سلالات مختلفة من الفيروس وتحفيز جهاز المناعة.
ويأمل العلماء أن يتمكن هؤلاء الأطفال من العيش من دون حاجة لأي علاج دوائي بعد 11 شهرا من تجربة تلقي الأجسام المضادة، وهو ما يعني شفاءهم عمليا.