|

يواصل الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ16 على التوالي، احتجاجا على ما وصفها بـ”سياسة التجويع الممنهج” ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وقال بصل في تصريحات خاصة للجزيرة نت إنه بدأ هذه الخطوة مع تصاعد أعداد الوفيات الناتجة عن الجوع، ولا سيما في أوساط الأطفال والنساء وكبار السن، مؤكدا أنه لن يتراجع عن إضرابه ما لم يتم تأمين ممر إنساني لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة بشكل منتظم وآمن.

الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل يواصل إضرابه عن الطعام (الجزيرة)

ويأتي إضراب بصل في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أشهر، ومنع دخول المساعدات عبر المعابر، وسط تحذيرات أممية من وقوع مجاعة واسعة النطاق.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في بيان صدر أول أمس السبت ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة إلى 170 حالة -معظمها من الأطفال- منذ بدء منع إدخال الإمدادات الغذائية والطبية في مارس/آذار الماضي.

وتشير تقارير دولية إلى أن 96% من سكان القطاع باتوا غير قادرين على توفير الغذاء الكافي، في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة والمياه.

إضراب محمود البصل يأتي في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها (الجزيرة)

ودعا بصل -الذي يرقد في خيمة اعتصام بالقرب من مقر الدفاع المدني بمدينة غزة- المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والعمل على وقف ما وصفها بـ”جريمة العصر”، مؤكدا أن صمته سيكون صرخة في وجه العالم الذي يرى ولا يتحرك.

وقال “نحن كعاملين في الدفاع المدني ننتشل الضحايا من تحت الركام، ونحاول إنقاذ المحاصرين، لكننا الآن أنفسنا لا نجد ما نسد به رمقنا، لم يعد لدينا ما نخسره سوى أن نقف ونقول: لا لهذا الموت البطيء”.

الناطق باسم الدفاع المدني يمثل بإضرابه صرخة من الداخل الفلسطيني في وجه عالم لم يعد يكترث (الجزيرة)

وأثار إضراب بصل تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء وحقوقيون وسم “#إضراب_من_أجل_الحياة”، مطالبين بإنهاء الحصار وفتح المعابر لإدخال الإمدادات الحيوية.

كما أعلنت نقابة العاملين في الخدمات الطبية والدفاع المدني تضامنها مع بصل، مطالبة المجتمع الدولي بـ”كسر جدار الصمت”.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن إغلاق المعابر أو تفاقم الأزمة الإنسانية رغم تصاعد الضغوط الدولية، ولا سيما بعد صدور تقارير عن سوء التغذية الحاد و”القتل أثناء طلب المساعدات”.

إضراب محمود بصل ليس الأول، لكنه الأبرز من داخل المؤسسات المدنية العاملة في ظل الحرب والحصار، وهو يمثل -كما يقول الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني- صرخة من الداخل الفلسطيني في وجه عالم لم يعد يكترث، ورسالة بأن “الاحتلال لا يقتل فقط بالقصف، بل أيضا بالتجويع”.

شاركها.
Exit mobile version