no image

«الحقوا بنا إن استطعتم».. هكذا صدع بها وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في وجه المنافسين، وطرادهم المحموم نحو إرساء بنيات الطاقات البديلة، وتحريك موازين التحكّم في سوق الطاقة لصالحهم، رافعًا بذلك سقف التحدي إلى أقصى ما يحتمل، مستندًا إلى روافع الثقة الراسخة، والمنطوية بشارات بارقة، وإشارات ملتمعة طي رؤية المملكة 2030، في التزامها المتسارع نحو تنويع مصادر الطاقة وخفض الاعتماد على النفط، بما يضمن للمملكة صدارتها المطلقة، ومكانتها غير القابلة للزحزحة والإحلال والإبدال وتغيير الموازين..

نعم؛ يحق لمن تصدّر المشهد في عالم الطاقة التقليدية، ولا يزال يمسك بخطامها، وفي الوقت نفسه يواكب الحاضر ويساير التحوّل الطاقي، ويحجز مقعدًا في «نادي الكبار»، أن يرفع صوته الجهير، وينادي في سمع العالم، ومن يعنيه الأمر:«الحقوا بنا إن استطعتم»..

إن ميزة التنافس السعودي في عالم الطاقة تتجلى في البعد الإنساني الذي تنطلق منه، متمثلًا ذلك في الالتزام الأخلاقي تجاه قضايا المحافظة على البيئة، وتوازن التنمية، واستدامة الاستقرار الاقتصادي، وهي قضايا مركزية وجوهرية، ظلت المملكة تطرق عليها، وتقرع جرسها في كافة المحافل الدولية، والمنابر الأممية،

وآخرها تأكيد سمو وزير الطاقة القدير خلال الجلسة الافتتاحية لندوة أوبك الدولية التاسعة في فيينا؛ حيث شدّد على أهمية التوازن بين النمو الاقتصادي وأمن الطاقة ومواجهة التغير المناخي، مع التركيز على دور التكنولوجيا في تحقيق هذا التوازن، وتأكيد سموه كذلك على طموح المملكة في أن تكون قدوة في استخدام تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ورائدة، عالميًا، في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة..

وهي طموحات دعمها عمل دؤوب، وتنفيذ فوري، كانت محصلته مشروعات طموحة، ونتائج باهرة، كسبت بها المملكة الرهان، وعضدت بها مكانتها المتقدمة والطليعية في عالم الطاقة،

فمن ذلك على سبيل التمثيل والبرهان، ما شهدته المملكة مؤخرًا من صفقات تاريخية لمشاريع طاقة متجددة، بإجمالي قدرة تبلغ (15) غيغاواط، وبأسعارٍ تُعدّ من الأكثر تنافسية عالميًا، فميزة هذه المشاريع الضخمة تتجلى في كونها دعمًا مهولاً لقطاع الطاقة المتجددة في المملكة، وبما يُمهّد الطريق أمام مزيد من الاستثمارات والابتكارات في هذا المجال، فضلًا عن توفير فرص عمل جديدة، وتحفير النمو الاقتصادي، ومساعدة إستراتيجية رؤية 2030 الصناعية، وما يصحبها من خدمات لوجستية، بما يتطلب طاقة نظيفة ذات إنتاجية عالية ومخاطر بيئية متلاشية، وأسعار تنافسية تحفّز على الإنتاج، وتدعم حركة النمو الاقتصادي السعودي، في سعيه نحو التنافس العالمي، وهو ما نوّه إليه سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال الورشة الدولية التي عُقدت في الرياض بعنوان «تصدير الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر»، بالإشارة إلى أن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة أصبح «أرخص حتى من الصين والهند».. فإذا ما أضفت لذلك دخول المملكة في مجال صناعات البطاريات، وآخر مشروع لذلك في بيشة، ومزاحمة الصين في هذا المجال واللحاق بها، والتوسّع في مشاريع طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وشروع المملكة فعليًا في تصدير الهيدروجين الأخضر، بالفعل، عبر توقيع شركة «أكوا باور» اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدد من الشركات الأوروبية، بجانب إطلاق المرحلة الأولى من «مركز ينبع للهيدروجين الأخضر» بالتعاون مع EnBW الألمانية، والعمل على مشاريع بطاريات بقدرة 48 غيغاواط،

بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع لاحتجاز الكربون، بما في ذلك خطوط الأنابيب والمرافق الأخرى، مع تعزيز أسطول وحدات توليد الكهرباء باستخدام أكثر الوحدات كفاءة على مستوى العالم، مصحوبًا كل ذلك وغيره بذلك دعم من المملكة لمبادرة «غيغا طن بحلول 2030» لتحقيق الحياد الصفري، كنموذج للتعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة..

كل هذا الحراك الفاعل في عالم الطاقة، يكشف أن المملكة استطاعت أن تتوسع في هذا المجال بصورة لافتة، ونهج مدروس، وإستراتيجية محكمة، محققة نجاحات عزيزة على الآخرين، ورافعة الرهانات إلى مستويات بعيدة، وملوحة ببيرق العز في ساريات النصر والمقامات السامقة وعليها وسم التحدي الأبلج، الذي علّقه سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «الحقوا بنا إن استطعتم»..

فما أعظمك يا وطني الأغر، وما أروع قيادتك التي تقرن القول بالفعل، وتمضي بنا إلى المراقي العاليات، وتضع وطننا حيث ينبغي أن يكون في القمة دومًا.

وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.