22/7/2025–|آخر تحديث: 23:35 (توقيت مكة)
أكدت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، تسجيلها إغماءات في صفوف موظفيها في غزة جراء الجوع والإرهاق خلال الـ48 ساعة الماضية، مشددة على أن ذلك يفاقم المخاوف على حياة سكان القطاع.
وقالت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأطباء والممرضين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، ومنهم موظفو أونروا، يعانون من الجوع، وأكدت أنه “يُغمى عليهم من شدة الجوع والإرهاق أثناء تأدية واجباتهم”.
وأضافت توما، أن البحث عن الطعام “أصبح قاتلا كالقصف”، في إشارة إلى سوء الأوضاع وترديها الكبير في القطاع المجوّع.
قتل المجوّعين
واعتبرت أن ما يسمى بـ”مخطط توزيع مؤسسة غزة الإنسانية” هو “فخ سادي للموت، حيث يطلق القناصة النار عشوائيا على الحشود كما لو كانوا قد مُنحوا رخصة للقتل”.
ووصفت توما هذه الخطة بأنها “صيد جماعي للأشخاص في ظل إفلات تام من العقاب”، وأضافت: “لا يمكن أن يكون هذا هو الوضع الطبيعي الجديد”، وشددت على أن المساعدة الإنسانية “ليست عملا يقوم به المرتزقة”.
وأكدت المتحدثة باسم أونروا، أن الأمم المتحدة وشركاءَها في المجال الإنساني لديهم الخبرة والتجربة والموارد المتاحة لتقديم مساعدة آمنة وكريمة وعلى نطاق واسع.
وكان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أكد، أن أكثر من ألف فلسطيني قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في غزة منذ أن بدأت ما تُسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” عملها في 27 مايو/أيار الماضي.
ارتفاع أسعار هائل
ووصلت الظروف المعيشية في القطاع المحاصر والمجوّع إلى مستوى متدنٍ مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنحو 4000%، بينما يجد سكان غزة الذين فقدوا منازلهم ونزحوا عدة مرات أنفسهم محرومين تماما من الضروريات.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أكد أن ربع سكان غزة يواجهون ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث يعاني ما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل من سوء التغذية الحاد الوخيم ويحتاجون إلى العلاج في أسرع وقت ممكن.
وتُعد المواد الغذائية الأساسية اليومية مثل الحفاضات نادرة ومكلفة، إذ يبلغ سعر الحفاضة الواحدة نحو 3 دولارات.
ولجأت الأمهات إلى استخدام الأكياس البلاستيكية بدلا من ذلك، بينما قال أحد الآباء إنه “اضطر إلى قص أحد قمصانه لإعطاء ابنته فوطا صحية”، وفق تعبير المتحدثة باسم أونروا.
وأشارت إلى أن أونروا تتوفر على مخزون من مستلزمات النظافة، بما فيها “حفاضات للأطفال والكبار تنتظر خارج أبواب غزة”، وأكدت أن الوكالة لديها “6 آلاف شاحنة محملة بالأغذية والأدوية ومستلزمات النظافة تنتظر في مصر والأردن السماح لها بالدخول إلى القطاع”.
وجددت توما دعوات الأمم المتحدة إلى اتفاق من شأنه أن يحقق وقف إطلاق النار ويسمح بتدفق منتظم للإمدادات الإنسانية إلى غزة تحت إدارة الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا.