|

هدد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير الأربعاء بتوسيع القتال في غزة إن لم يتمّ التوصل لاتفاق، فيما شددت حركة حماس على رفض أي مقترح يمكّن الاحتلال من البقاء في القطاع، وسط استمرار تعثر المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في الدوحة.

وقال زامير الأربعاء إن قواته ستقوم بتوسيع الحرب وتكثيف الهجمات على قطاع غزة، ما لم يتم التوصل خلال أيام إلى اتفاق مع حركة حماس.

جاء ذلك خلال تقييم للوضع أجراه زامير في غزة، رفقة قائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف عاسور، حسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وقال زامير “نحن على وشك الوصول إلى منعطف حاسم؛ خلال أيام سيتضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة”.

وأضاف زامير “في حال التوصل إلى اتفاق، ستتوقف القوات وتتمركز وفق خطوط تحددها القيادة السياسية. أما إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فإن توجيهي للقيادة الجنوبية سيكون تكثيف وتوسيع القتال قدر الإمكان”.

رفض الفصل الجغرافي

وفي المقابل، قال الناطق باسم حركة حماس جهاد طه إن الحركة تعاملت بمرونة وبروح المسؤولية “لوقف العدوان على شعبنا”.

وشدد على رفض فصل أي منطقة جغرافية عن قطاع غزة. وقال “ولن نقبل بوجود الاحتلال فيه”.

وطالبت الحركة بحرية عمل المؤسسات الإغاثية في غزة “بما يضمن كرامة شعبنا الفلسطيني وعلى الإدارة الأميركية الضغط على الاحتلال لإيقاف الحرب ووقف المجازر والعدوان”

كذلك، أكد مسؤول كبير في حركة حماس الأربعاء أن إسرائيل تريد الإبقاء على سيطرتها العسكرية على قطاع غزة لأمد طويل، وأنها لم تسلّم خرائط انسحاب جديدة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار المتواصلة في الدوحة.

ويُعد مستقبل الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة أحد المواضيع المحورية في هذه المحادثات، إلى جانب مسألة تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية.

وتُصر حركة حماس على انسحاب إسرائيلي كامل، وكانت قد رفضت الأسبوع الماضي مقترحًا إسرائيليًا نص على بقاء القوات في أكثر من 40% من مساحة القطاع.

وذكرت هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية الرسمية الأربعاء أن مسؤولًا أجنبيًا لم يُذكر اسمه، صرّح بأن العمل جارٍ على تعديل خرائط الانسحاب الإسرائيلي.

دعاوى غير صحيحة

لكن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، قال لوكالة الأنباء الفرنسية: “لم يسلّم الاحتلال حتى الآن أي خرائط جديدة معدلة بشأن الانسحابات العسكرية من القطاع، وما يعلنه الاحتلال عن تسليم خرائط جديدة غير صحيح، بل على العكس، الاحتلال قام بإقامة محور عسكري جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها”.

وأضاف “قطاع غزة كله حاليا تحت السيطرة العسكرية لجيش الاحتلال، وما يجري على الأرض يؤكد نوايا الاحتلال ومخططاته لإبقاء واستمرار السيطرة العسكرية لأمد طويل داخل قطاع غزة، ويؤكد نوايا الاحتلال بعدم الانسحاب من القطاع وعدم وقف الحرب، على عكس ما يدعيه الاحتلال في المفاوضات المستمرة في الدوحة”.

وتابع “على عكس ما يبلّغه للوسطاء، الوفد الاسرائيلي منخرط في العملية التفاوضية نظريا من أجل صورته في الإعلام للداخل الصهيوني ولتخفيف الضغط الدولي على حكومة (بنيامين) نتنياهو في ظل ما يرتكبه الاحتلال من حرب إبادة”.

ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

شاركها.
Exit mobile version