في مبادرة نوعية تعكس التزام دارة الملك عبدالعزيز بخدمة الذاكرة الوطنية وتعزيز الوعي بالتاريخ السعودي، أطلقت الدارة مشروع «وثائق الدارة» كمبادرة معرفية تتيح الوصول إلى الوثائق التاريخية ذات القيمة العالية بعد حفظها وفهرستها ورقمنتها. وتوفر المنصة الرقمية المخصصة للوثائق خدمات بحثية متكاملة، تُسهم في تمكين الباحثين والمهتمين من استكشاف مصادر موثوقة تدعم البحث العلمي وتثري المعرفة بتاريخ المملكة.
وتتجسد أهمية هذه المبادرة في ركائزها الرئيسية، حيث تركز على «الإتاحة» من خلال رقمنة الوثائق وإتاحتها إلكترونياً، و«المعرفة» عبر إبراز الوثائق كمصدر أصيل للتاريخ الوطني، و«التمكين» بإيصال الباحثين والمختصين إلى هذه الوثائق بسهولة، إضافة إلى «المشاركة» التي تدعو الجمهور للإسهام في إعادة إنتاج محتوى الوثائق بطرق إبداعية حديثة.
وتستهدف «وثائق الدارة» شرائح متنوعة تشمل الباحثين، الأكاديميين، طلاب الدراسات العليا، المهتمين بالتاريخ الوطني، المؤسسات التعليمية والثقافية، إضافة إلى الإعلاميين وصُنّاع المحتوى. وقد خُصص مركز خدمات للمستفيدين لتيسير الاطلاع على الوثائق واستثمارها ضمن ساعات عمل تمتد من الأحد إلى الخميس، من 8:00 صباحاً حتى 4:00 مساءً.
وفي بادرة تعكس العمق الإنساني للتاريخ، أفردت المبادرة ركناً خاصاً بـ«المجموعات الشخصية»، يحوي وثائق خاصة بشخصيات وطنية كانت لها أدوار محورية في مراحل متعددة من تاريخ المملكة. وتكمن أهمية هذه المجموعات في كونها مصادر أصلية غير منشورة تُضيء تفاعل القادة مع المجتمع، وتبرُز فيها أنماط التواصل الإداري والدبلوماسي والثقافي، وتتضمن مواد نادرة كالمراسلات، والمذكرات، والتقارير، والمسودات، والتوجيهات.
من أبرز الشخصيات التي أُتيحت وثائقها في المرحلة الحالية: صالح بادي البواردي، محمد سرور الصبان، عبدالوهاب أبو ملحة، ومحمد رضا شكيب، وغيرهم من الرواد الذين خلّدوا عبر هذه الوثائق إرثهم الوطني والفكري.
«وثائق الدارة» ليست مجرد أرشفة، بل هي منصة حية تنبض بالمعرفة، وتربط الماضي بالحاضر، وتدفع بعجلة البحث التاريخي إلى آفاق أرحب، في لحظة تحوّل وطنية تضع الوثيقة في قلب صناعة الوعي.
أخبار ذات صلة