فتح الفنان أحمد سلامة في برنامج «اسمعني شكراً» الذي تقدّمه الإعلامية سيرا إبراهيم، قلبه للجمهور كاشفاً تفاصيل رحلته مع التمثيل التي بدأت بالصدفة، وتوقف عند أبرز محطاته الفنية، وذكرياته مع كبار النجوم، فضلاً عن ملامح حياته الخاصة التي يفتخر فيها بلقب «أبو البنات» وعلاقته المميّزة معهن.

الصدفة وراء دخوله عالم التمثيل

أوضح أحمد سلامة أنّ دخوله عالم التمثيل جاء بمحض الصدفة، قائلاً: «كان والدي يعمل في شركة سياحة كبرى، وكان الإنتاج آنذاك يستأجر الحافلات التي تنقل الفنانين إلى أستوديو مصر. وخلال تلك الفترة، تحدثوا مع والدي وأخبروه أنّهم بحاجة إلى أطفال في مثل سني، فاصطحبني معه وهناك بدأت القصة».

وأضاف في برنامج «اسمعني شكراً» عبر منصة يوتيوب وجميع منصات التواصل الاجتماعي: «شاركت في دور صغير كأحد أحفاد الفنان يحيى شاهين، حيث ظهرت في مشهد وأنا أتناول الطعام معه على الطبلية، ومشهد آخر أقبّل فيه يده، دون أن أدرك في ذلك الوقت من هم هؤلاء العمالقة المحيطون بي».

محطة فرقة أطفال التلفزيون

أشار سلامة إلى أنّ المخرجة إنعام محمد علي، التي كانت تشرف على فرقة أطفال التلفزيون، شاهدت أداءه وأُعجبت به، لتقترح على والده أن يلتحق بالفرقة، وقال: «من خلال الفرقة تعلمنا الكثير من القيم والفنون، وخرجت منها أسماء بارزة مثل صفاء أبو السعود، وهاني شاكر، وصديقي الراحل ممدوح عبدالعليم، ومحسن محيي الدين».

أولى خطواته الدرامية

تابع قائلاً: «بعدها شاركت في واحد من أوائل الأعمال الدرامية بعنوان (عادات وتقاليد)، ومن هنا استمرت الرحلة حتى يومنا هذا».

التعلم من الكبار.. مع فاتن حمامة وفريد شوقي

استرجع أحمد سلامة ذكرياته مؤكداً: «كنت محظوظاً للغاية بالوقوف أمام فنانين كبار مثل فاتن حمامة، وفريد شوقي وغيرهما، وفي ذلك العمر كنت كالإسفنجة أتعلم من كل ما حولي، ليس فقط في الفن، ولكن أيضاً في الاحترام والتقدير. هؤلاء النجوم لم يكن هدفهم المال أو الشهرة بقدر ما كان شغفهم بالتمثيل وحبهم الصادق له».

أجواء «عائلة شلش»

تحدث سلامة عن مشاركته في مسلسل «عائلة شلش» قائلاً: «الأستاذ صلاح كان يحب أن يجمعنا مبكراً قبل التصوير، فكنا نتواجد منذ العاشرة صباحاً لنتناول الإفطار معاً ونتحدث كعائلة واحدة، ثم ندخل الأستوديو للعمل، وكان يحضّرنا للتصوير بطريقة تجعل الأجواء مليئة بالحماس والانتماء للمهنة».

دروس «الوتد» مع هدى سلطان

كما استعاد مشاركته في مسلسل «الوتد» مع الفنانة الكبيرة هدى سلطان، موضحاً موقفاً أثّر فيه بشدة: «وجدت السيدة هدى تسير في الأستوديو واضعة سماعات في أذنيها من دون أن يكون هناك موعد تصوير، فاستغربت الأمر وسألت المخرج أحمد النحاس، فقال لي: أليست هذه أمك؟ اذهب واسألها. وعندما سألتها أجابتني بكلمة لن أنساها ما حييت: (أدرس المكان يا بني.. هذا المفروض أن يكون بيتي) وهذه الكلمة علمتني أن الفنان ينبغي أن يعيش مع المكان ويعتاد عليه قبل التصوير كي يشعر بالصدق».

مدرسة فاتن حمامة ودروس الالتزام

وتطرّق سلامة إلى عمله مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف والمخرج حسين كمال، قائلاً إنّه تعلم دروساً مهمة من كبار النجوم، وعلى رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي وصفها بأنها «مدرسة في الالتزام والصدق الفني».

وأضاف: «عملت كثيراً مع محسن محيي الدين وعبدالله محمود، وكنا قريبين للغاية من بعضنا. تعاملنا مع الفن بجدية وحب، رغم أننا جئنا من برامج الأطفال».

الطرافة في كواليس التصوير

لم يخلُ حديث سلامة من المواقف الطريفة، وقال: «كان هناك موعد تصوير في اليوم نفسه الذي أقيمت فيه مباراة الأهلي والزمالك، وبما أنني زملكاوي قلت لهم: لن أحضر.. وهذا الموقف يوضح إلى أي مدى كنا نعيش حياتنا ببساطة وحب حتى وسط العمل».

أول حب في حياته

استعاد سلامة ذكريات طفولته قائلاً: «أول حب في حياتي كان لابنة الجيران، وما زلت حتى اليوم أتذكرها، ليس بصفته حباً بقدر ما هو ذكرى تجعلني أبتسم كلما تذكرتها، وكانت لحظات بريئة ولطيفة للغاية، خصوصاً أنني نشأت في حي السيدة زينب، ذلك المكان المليء بالذكريات الجميلة».

فخره بلقب «أبو البنات»

أكد الفنان أنّ لقب «أبو البنات» لم يكن يوماً سبباً للضيق، بل مصدر فخر كبير له، موضحاً: «أحب البنات جداً، ولا أحب غير ذلك، والبنت كائن راقٍ وجميل، وهي دائماً قريبة من أبيها وترى فيه قدوة ومثالاً أعلى. أنا أعشق بناتي إلى أقصى درجة».

علاقته بموني ومنار وسارة

تحدث سلامة عن بناته الثلاث قائلاً عن ابنته الكبرى: «موني بالنسبة لي أخت وصديقة، تخبرني بكل تفاصيل حياتها».

وعن منار قال: «اختارت مجال الإخراج بعد تخرجها في معهد السينما، وكانت تلك مفاجأة سعيدة بالنسبة لي. منار لديها عين المخرج، تعرف كيف تحلل وتلتقط التفاصيل، وهذه أهم صفات المخرج الناجح».

أما عن سارة فأوضح: «كنت دائماً أراجع معها المشاهد وأوجّهها حتى وقفت على قدميها، والآن أصبحت تختار أدوارها بدقة شديدة، ولا تقبل أي دور إلا إذا كانت مقتنعة به تماماً».

موقف إنساني للطفلة هايدي

اختتم سلامة حديثه قائلاً: «هايدي، على الرغم من كونها طفلة صغيرة، ضحّت بشيء تحبه كثيراً مثل الشيبسي كي تعطي أموالها لرجل محتاج، وهذا الموقف جعلني أشعر بمدى وجود الخير في بلدنا. مصر مليئة بالخير ولن تخلو منه أبداً».

«اسمعني شكراً» وفريقه.. رحلة مهنية راقية

ويُعد برنامج «اسمعني شكراً» من أبرز البرامج الحوارية على منصة يوتيوب وجميع منصات التواصل الاجتماعي، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة بفضل اختياراته المميزة لضيوفه وطرحه الجريء للمواضيع الفنية والإنسانية، ويقدَّم بأسلوب مهني راقٍ من الإعلامية سيرا إبراهيم، من إعداد مروة حسن، وإخراج محمد زكريا.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.