|

أكدت تركيا، اليوم السبت، على أهمية وقف العنف في جنوبي سوريا، منددة بالاعتداء الإسرائيلي على دمشق، في الوقت الذي عبّرت فيه ألمانيا عن قلقها من الأحداث هناك، وطالب مفوض الأمم المتحدة بتحقيق سريع.

فقد قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن الوزير هاكان فيدان أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو بأن الصراع في سوريا يجب أن يتوقف على الفور.

وأضاف المصدر أن فيدان قال، في اتصال هاتفي، إنه يدعم الدور البناء الذي تضطلع به الولايات المتحدة في سوريا، وإن تركيا مستعدة للعمل معها من أجل التوصل لنهاية دائمة للصراع.

وأكد فيدان أن تدخلات إسرائيل في الأراضي السورية تزيد تفاقم المشكلة، وأن أي اعتداء على سلامة أراضي سوريا ووحدتها وسيادتها يقوض أيضا جهود السلام الإقليمي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية أمس الجمعة، أن المواجهات المسلحة في جنوب سوريا تشكّل تهديدا إقليميا، حسب ما أفاد مكتبه.

وقال أردوغان إن الاشتباكات التي وقعت بعد خروج القوات الحكومية السورية من مدينة السويداء “تشكل تهديدا للمنطقة برمتها”، مشددا على أهمية ألا تنتهك إسرائيل سيادة سوريا.

ألمانيا قلقة

من جهتها، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو في باريس، إن “الوضع برمته هناك يثير قلقنا العميق”.

وحذّر فاديفول من أنه “لن تحظى هذه الحكومة الانتقالية السورية بدعمنا إلا إذا التزمت بعملية شاملة في سوريا، وحمت الناس، ولم تسمح باضطهاد أفراد بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، أو بما هو أسوأ من ذلك، قتلهم”، حسب تعبيره، مشددا على أن “هذه مسؤولية الحكومة المركزية، وعليها أن تتحملها”.

وفي السياق ذاته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك إنه “يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة”.

وطالب تورك بإجراء تحقيقات مستقلة سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

وأكد تورك أن “اتخاذ خطوات فورية لتجنب تجدد العنف أمر حيوي”، مشددا على أن “الانتقام والثأر ليسا الحل”.

بدعم أميركي

وقد أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات في السويداء بين مجموعات درزية مناوئة لدمشق ومسلحين من العشائر.

وقال برّاك، في تغريدة على منصة إكس خلال وقت مبكر اليوم السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع وافقا -بدعم أميركي- على وقف إطلاق النار.

وأضاف أن الاتفاق بين إسرائيل وسوريا تبنته تركيا والأردن وجيرانهما.

ودعا المبعوث الأميركي الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء أسلحتهم والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة وبناء السلام والازدهار مع جيرانهم.

ويأتي الإعلان عن الاتفاق بعد 3 أيام من القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع سيادية في دمشق والقوات السورية في السويداء (جنوبي سوريا).

ونفذت إسرائيل ضربات جوية مكثفة في السويداء دعما للفصائل الدرزية، التي حاولت القوات السورية طردها من السويداء، قبل أن تضطر للانسحاب من المحافظة برمتها بفعل القصف الإسرائيلي.

وفجر الخميس أنهت قوات الجيش والأمن السورية انسحابها من السويداء إثر حراك دبلوماسي أفضى إلى الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار.

بيد أن انسحاب القوات السورية أتاح للفصائل الدرزية المناوئة لدمشق مهاجمة المناطق التي تسكنها العشائر العربية البدوية في أحياء بمدينة السويداء وريفها، مما أسفر عن “مجازر” وتهجير آلاف الأشخاص، وفقا للسلطات السورية، لتبدأ العشائر إثر ذلك هجوما على الفصائل الدرزية.

وقالت وزارة الصحة السورية، أمس الجمعة، إن 260 شخصا قُتلوا وأصيب 1698 في اشتباكات السويداء، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ الأحد الماضي، من بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال. وقالت الشبكة إن هذه الأرقام تشمل إعدامات ميدانية من جميع الأطراف.

شاركها.