بين عالمَين إبداعيين سجل الكاتب الراحل، عبدالله صقر، حضوره بين قامات الإمارات ومبدعيها، فكانت الكتابة الإبداعية هي نقطة الانطلاق عبر مجموعته القصصية الأولى «الخشبة»، قبل أن ينتقل إلى عالم الرياضة، لاعباً ثم مدرباً، ثم مديراً لأكاديمية رياضية لتدريب وتخريج أجيال من الموهوبين في مجال كرة القدم.

يعد صقر، الذي ولد في عام 1952 ورحل في مارس 2025، من الجيل الأول من المبدعين الإماراتيين، بل يُعد رائد القصة القصيرة في دولة الإمارات وفقاً لبعض المؤرخين، وذلك تقديراً للمكانة التي حققتها مجموعته القصصية الأولى «الخشبة»، التي صدرت في عام 1974، وكان حينها في الـ23 من العمر، كما أصدر أول مجموعة شعرية لقصيدة النثر في تاريخ الإمارات بعنوان «اغتراب في زمن مسلوب» في عام 1975.

لم تتوقف ريادة صقر في مجال القصة القصيرة على التوقيت الزمني فقط، بل لما اتسمت به المجموعة من نضج فكري وفني، وما حملته من جرأة في طرح ومعالجة قضايا المجتمع وعلاقاته، ولظواهر كثيرة كانت سائدة فيه في تلك الفترة، عكست وعي كاتبها وثقافته التي جمعت بين القديم والحديث، إلى جانب تأثره بالمناخ الفكري والأدبي الذي كان سائداً في المنطقة في تلك الفترة من جهة، واستفادته من مشاهداته في بيئته من خلال الإبحار مع والده وأهله في بحر الخليج.

في المقابل، كانت جرأة «الخشبة»، وما طرحته من أفكار وقضايا، سبباً في مقابلتها بالرفض من البعض، وهو ما جعل عبدالله صقر يقرر الانسحاب بهدوء من المشهد الثقافي تجنباً للصدام، ليتجه إلى الرياضة ويحترف كرة القدم منذ عام 1984، ليبدأ فيها مسيرة حافلة بالنجاحات، ورغم ذلك، كان يؤكد عدم تخليه عن الثقافة، كما ذكر في تصريحات له، قال فيها: «أنا لم أتخلّ تماماً عن الأدب والثقافة، فأنا أقرأ وأتابع ما ينشر بانتظام، وأكتب، لكنني انصرفت أكثر إلى كتابة المقالة، وإلى الشعر النبطي، نظراً لأن الشعر يأتي على شكل ومضة خاطفة، ويستطيع كاتبه أن يدونها بشكل سريع أياً كانت الظروف التي هو فيها، فعندما تنسكب الأبيات من تحت لسانه متراقصة بإيقاعها الجميل يكفيه فقط أن يمسك بالقلم أو الجهاز ويبدأ في التدوين، وخلال دقائق قليلة يكون قد كتب نصاً شعرياً جميلاً، أما القصة فبناء محكم، يقوم على منطق تسلسلي وعقلي صارم، وتحتاج إلى ساعات من التأمل والترتيب، وأنا بحكم استغراق وقتي في العمل الرياضي ومتطلبات الحياة الأخرى، لم أعد أجد الوقت الكافي لكتابة القصة، وهذا هو السبب الذي يحول بيني وبين كتابتها»، وبالفعل أصدر «قِطَع مظلمة من الليل» في 2021، و«سهيل» في 2023، و«ثانية أخرى لحديث تأخر» 2024.

وفي عام 2025 رحل عبدالله صقر تاركاً إرثاً إبداعياً ثميناً من القصة والشعر الفصيح والمقالات والشعر النبطي.

• 1952 سنة ميلاده، وهو من الجيل الأول من المبدعين، ورائد القصة القصيرة في دولة الإمارات.

• 24 عاماً، كان عمره حين أصدر أول مجموعة شعرية لقصيدة النثر في تاريخ الإمارات.

• 2025 رحل تاركاً إرثاً إبداعياً ثميناً من القصة والمقالات والشعرين الفصيح والنبطي.

• 1984 اتجه إلى الرياضة، واحترف كرة القدم ليبدأ فيها مسيرة حافلة بالنجاحات.

• 1974 صدرت مجموعته القصصية الأولى «الخشبة»، وكانت نقطة الانطلاق، قبل أن ينتقل إلى عالم الرياضة لاعباً ثم مدرباً.

• 2021 أصدر «قِطَع مظلمة من الليل»، وفي 2023 «سهيل»، و«ثانية أخرى لحديث تأخر» في 2024.

شاركها.