في عالم يزدحم بالأسماء اللامعة، ودور المجوهرات العريقة، استطاعت مصممة المجوهرات الإماراتية عائشة راشد، شق طريقها بشغف وثبات، والمنافسة بثقة واقتدار لحجز مكانة أثيرة في مشهد صناعة المجوهرات العربية، لتقدّم من نافذة علامتها الخاصة «أرقى» عنواناً جديداً للرقي وتجربة إبداعية متميزة بكل المقاييس، فبين البساطة، والدقة والفخامة، وبعناية فائقة منذ انطلاقتها في عام 2019، جمعت راشد مبتكراتها لتكون انعكاساً لرؤية أنثوية فريدة تحتفي بالهوية وتعيد تعريف الرقي بأسلوب عصري متجدد.
ولم تزهر تجربة مصممة المجوهرات الإماراتية عائشة راشد بمحض المصادفة، بل نضجت بالبحث والمثابرة والتعلم والغوص في عوالم تصميم المجوهرات، التي حصلت فيها راشد على دبلوم احترافي وعدد من الشهادات الأكاديمية المتخصصة، ما أتاح لها الإبحار في الجانب التقني والجمالي لصناعة صعبة ومعقدة تقوم على الدقة والتوازن بين الفن والحرفية.
شغف الفرادة
في مستهل لقائها مع «الإمارات اليوم»، توقفت عائشة راشد عند ولادة علامتها التجارية في يناير 2019، الذي قررت أثناءه، تحويل شغفها إلى علامة تجارية تحمل اسماً عربياً ذا معنى، قائلة: «كنت أرغب في اسم عربي أنيق وسهل النطق، يعكس الفخامة والرقي ويرتبط بروح القطع التي أصمّمها، فارتأيت اختيار (أرقى)، ليكون مرآة فريدة لبصمة لا تشبه أحداً، فيما يعكس هذا الاسم إيماني العميق بأن النجاح في عالم تصميم المجوهرات لا يقوم على محاكاة الآخرين، بل على ابتكار بصمة خاصة، وهذا ما يدفعني باستمرار نحو تصميم قطع مميزة يميزها جمهور العلامة من أول وهلة».
في المقابل، لا تسعى عائشة راشد إلى مواكبة «الترند» السائد، بل تؤمن بأن للمجوهرات حياة لا تُفنى وقيمة فنية وعاطفية لا تزول، تزدان بها النساء وتتوارثها الأجيال لتواصل مواكبة الذوق الرفيع في كل الأزمنة، قائلة: «أهتم كثيراً بتصميم قطع فنية يمكن ارتداؤها اليوم وبعد 10 سنوات، فهي ليست موضة عابرة، بل رفيقة دائمة تعبر عن ذوق راقٍ لا يشيخ»، مضيفة: «دائماً ما أستوحي تصاميمي من الفن المعماري الذي يستهويني، إذ أميل إلى القطع ذات الأبعاد والانسيابية والحركة، وأحب تضمين القطع عدداً من التفاصيل الدقيقة والبساطة في الوقت نفسه، لأن الجمال الحقيقي يكمن في التوازن بين الأناقة والعمق».
البيئة والهوية
وتمزج عائشة راشد، في تصاميم مجوهراتها، بين الذهب عيار 18 بألوانه الثلاثة، الوردي والأصفر والأبيض، وبين الألماس الطبيعي عالي الجودة، مع لمسات دقيقة ومحكمة من الصدف بألوان الأبيض والوردي والأسود، الذي تستوحيه من البيئة الإماراتية البحرية، قائلة: «أشعر بأن الألماس مع الذهب يمنح القطعة بريقاً خاصاً وملمساً أنثوياً فخماً، وفي الوقت نفسه يظل عملياً ومناسباً لكل الأوقات»، وأضافت: «على الرغم من تركيزي على البساطة، لا تغيب القطع الكبيرة والفاخرة عن تصاميمي، لكنني أخصصها في المقابل للطلبات الخاصة المتصلة بالمناسبات الكبرى والأعراس، والتي أتمتع خلالها، وبشكل خاص، بتشارك هذه التجربة مع كل زبونة، لتصميم قطعة فريدة تعبّر عنها. في الوقت الذي لا أقوم بعرض هذه المجوهرات للعموم حفاظاً على خصوصيتها، وخصوصية تفاصيلها التي تعكس جزءاً من قصة صاحبتها».
تحديات
وتؤكد عائشة راشد أن مجال تصميم المجوهرات واحد من أكثر المجالات صعوبة، لأنه يتطلب دراية تقنية وخبرة ميدانية وعلاقات واسعة، قائلة: «أغلب العلامات القديمة أعمال عائلية تتوارث الخبرة، أما مَن يبدأ هذا المجال من الصفر، فعليه بذل قصارى جهده والاجتهاد والتعلم في الورش المتخصصة وكواليس المصانع لاستيعاب خبايا وأسرار هذه المهنة، فالمعرفة الحقيقية لا تأتي من الكتب، بل من الممارسة والتجربة والتواصل مع أصحاب الخبرة. أمّا الشغف، فهو الدافع الأهم لتجاوز التحديات، لأن التصميم بالنسبة للشغوفين ليس مهنة بل حياة بحد ذاتها».
رؤى مستقبلية
وتؤكد مصممة المجوهرات الإماراتية، أن جمهور تصاميم «أرقى» لم يعد محصوراً في فئة عمرية محددة، فبعد انطلاقها في تصميم قطع مجوهرات للنساء ما بين عمر 18 و40 عاماً، اكتشفت عائشة أن الفتيات بدورهن حريصات على اقتناء قطعها أو قطع هدايا لأمهاتهن، وأن النساء الأكبر سناً ينزعن بدورهن نحو سحر البساطة، فالأذواق تغيّرت ولم تعد مرتبطة بالعمر، على حد تعبيرها.
في الوقت الذي تشعر عائشة راشد بعد سنوات من العمل الدؤوب على تجربتها الإبداعية، بالفخر بقدرة علامتها على صناعة مجتمع ممتد من الزبائن المخلصين، قالت: «نجحت (أرقى) في بناء عائلة واثقة من المتعاملين في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، ممن ينتظرون بتلهف كل مجموعة جديدة أصدرها، وهذا ما يدفعني للاستمرار وابتكار تصاميم تعكس التميز والفرادة».
تفاؤل
توقفت مصممة المجوهرات الإماراتية عائشة راشد، عند رؤيتها المتفائلة بعلامة «أرقى» قائلة: «أطمح طبعاً للارتقاء بتجربة (أرقى) إلى العالمية، ليس فقط كعلامة مجوهرات، بل كتجربة فنية وإبداعية إماراتية تعبّر عن ذوق المرأة العربية المعاصرة، وتروي قصتها من خلال قطع متميزة نابضة بالجمال في كل زمان».
عائشة راشد:
. لا أسعى إلى مواكبة «الترند»، وأؤمن بأن للمجوهرات حياة لا تفنى وقيمة فنية وعاطفية لا تزول.
