كشف بحث جديد، نُشر مؤخرا لفريق طبي بريطاني، عن سبب جديد محتمل لعدم التئام الجروح أحياناً.
ووجد الباحثون والأطباء أن جزيئًا في الجلد يُدعى MC1R — المعروف بأنه الجين المسؤول عن الشعر الأحمر والبشرة الفاتحة — يكون معطّلًا بشكل مستمر لشفاء الجروح المزمنة.
وعندما تمّ تحفيز هذا الجزيء في الجلد انخفضت مستويات الالتهاب وبدأت الجروح بالشفاء من جديد. ورغم ارتباط الجين بالصبغة، إلا أن دوره أوسع بكثير؛ إذ يوجد MC1R على أنواع مختلفة من خلايا الجلد والمناعة والأوعية الدموية، ما يعني أنه يتحكم في عدة مراحل من عملية التئام الجروح.
وعملية الشفاء ليست مجرد إغلاق للجرح؛ بل تبدأ بالتهاب ضروري لإزالة الخلايا التالفة والميكروبات، ثم يجب أن يتراجع هذا الالتهاب تدريجيًا.
وفي الجروح المزمنة، تفشل آلية إيقاف الالتهاب، فيبقى الجلد عالقًا في مرحلة الالتهاب لأشهر.
وقال الباحثون أنهم وجدوا ثلاثة أمور مشتركة في الجروح المزمنة:
خلل في MC1R.
خلل في شريكه الطبيعي POMC.
استمرار الالتهاب دون توقف.
دواء موضعي أعاد شفاء الجلد.
ولتحسين دقة النتائج، صمّم الباحثون نموذجًا جديدًا لفئران تعاني من جروح مزمنة تشبه حالات البشر، وعندما طبّقوا دواءً موضعيًا ينشّط MC1R، كانت النتائج واضحة:
انخفاض شديد في إفراز السوائل من الجرح.
تعافي الطبقة الخارجية من الجلد وبدء الإغلاق.
انخفاض الشبكات الالتهابية المعروفة بـ «مصائد العدلات» التي تعيق الشفاء.
وحتى في الجروح الصغيرة لدى الحيوانات السليمة، حسّن الدواء من تدفّق الدم وتصريف اللمف وقلّل الندبات،
مما يشير إلى أن دور MC1R يتجاوز الحالات المرضية.
وتقترح الدراسة أن استهداف MC1R قد يكون طريقًا جديدًا لمساعدة الجلد على الخروج من حالة الالتهاب المزمن والبدء في الشفاء.
ويأمل الباحثون أن تؤدي الاكتشافات إلى مراهم أو جل موضعي يستطيع المرضى استخدامه بأنفسهم في المستقبل.
