عناوين الأخبار تركز على سيدات السياسة الأوروبيات اللواتي يصطحبن أطفالهن معهن للاجتماعات البرلمانية والرئاسية! لماذا؟

هناك شعور بتهديدات تطال الهوية والخصوصية العامة في الكثير من المجتمعات، وعلى مستوى الدول فمجتمعات أوروبية عديدة، بدأت تعلن صراحة عن مخاوفها من ذوبان هوياتها بسبب الهجرة، واحدة من هذه المجتمعات هي فرنسا التي حملت شعارات اليمين المتطرف فيها شعارات معادية للمهاجرين والحجاب، وكذلك إيطاليا التي رفعت رئيسة حكومتها شعار: «أنا امرأة، أنا أم، أنا مسيحية».

تبدو هذه السيدة التي تمكنت من الجلوس على قمة هرم الحكومة بسبب انحيازها بشكل متطرف لكل ما يمت لإيطاليا لدرجة التصريح بإعجابها بموسوليني، وإن عاطفتها الوطنية تكمن دائماً في منطقة سياسات الحفاظ على الهوية الإيطالية، التي تعتقد أن الاتحاد الأوروبي يحاول طمسها، أما استراتيجياتها كامرأة مسيحية فتتجه لسياسات تهدف إلى ترميم الخلل السكاني ورفع معدلات الإنجاب وتقوية الوضعية والقوانين الداعمة للأسرة، ولأجل ذلك أعلنت أنها مناهضة لمجتمع المثليين والهجرة والمهاجرين!

كما نشر حزبها برنامجاً معبراً عن انحيازاتها السياسية جاء في مقدمته: مساعدة الأسر الإيطالية على إنجاب المزيد من الأطفال، فإيطاليا تعاني من معدل خصوبة منخفض للغاية، يصل لحوالي 1.3 طفل لكل امرأة، لذلك صرحت ميلوني أن لديها برنامج مكافآت للعائلات التي ستنجب أطفالاً أكثر وتعاني بتربيتهم، من هنا تحاول ميلوني قدر استطاعتها اصطحاب طفلتها معها في سفرياتها الرسمية لتكون تحت الأضواء وأمام أنظار العالم للتأكيد على جدية شعاراتها فيما يتعلق بسياسات الحفاظ على الأسرة والعناية بالأطفال مهما كانت الظروف!

أما فيما يتعلق بالهجرة وإيقافها فإن ذلك يبدو أمراً صعباً جداً بالنسبة لإيطاليا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مرحلة ما بعد كورونا أولاً، ولأن هذه السياسة مرتبطة بالوضع في مجمل الاتحاد الأوروبي، نعم يحق لليمين الإيطالي أن يناهض الهجرة، لكن الاقتصاد الإيطالي يعتمد على العمالة المهاجرة في أداء وظائفه، بما يقرب من 10 % من إجمالي القوى العاملة، خاصة أن رفع معدل الخصوبة وزيادة المواليد أمر قد يكون من المتأخر تحقيقه بعد نصف قرن من سياسات الحد من النمو السكاني!

شاركها.