تشهد رحلات الطيران للعودة إلى دولة الإمارات، في النصف الثاني من أغسطس الجاري وحتى مطلع سبتمبر المقبل، ازدحاماً كبيراً، وارتفاعاً حاداً في أسعار التذاكر، مع اقتراب نهاية الإجازات الصيفية وبداية العام الدراسي في الإمارات.
وقال مسؤولو وكالات سفر لـ«الإمارات اليوم»، إن بعض رحلات العودة تسجل معدلات إشغال كاملة، لافتين إلى أن جزءاً كبيراً من المسافرين يبدأون في العودة إلى دولة الإمارات قبل انطلاق العام الدراسي، أو تزامناً معه، ما يضغط على العرض المتاح، لاسيما من مسارات رئيسة في مصر والأردن وسورية، فضلاً عن محطات سياحية ذات شعبية كبيرة في أوروبا وجنوب شرق آسيا.
وأكدوا أن الارتفاع في أسعار تذاكر العودة للحجوزات المتأخرة وصل إلى 200%، بحسب الوجهة، لافتين كذلك إلى تقلص الفارق بين الطيران الاقتصادي والتجاري، من حيث أسعار تذاكر رحلات العودة.
ضغط كبير
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لشركة دبي العالمية للسفريات، بدر أهلي، إن الضغط الكبير على رحلات العودة يختلف من وجهة إلى أخرى، ويتركز في الأسبوع الأخير من أغسطس الجاري بشكل أساسي، لافتاً إلى أن بعض الرحلات تسجل معدلات إشغال كاملة، وتحديداً الوجهات الشعبية والأكثر طلباً من دولة الإمارات وإليها.
وأضاف أهلي: «بالنسبة لوجهات العطلات السياحية فإن الأمر مختلف نوعاً ما، فهذه الوجهات تشهد تبايناً في معدلات الإشغال بحسب حجم الطلب»، مشيراً إلى أن العائلات التي أمضت عطلاتها في أوروبا أو جنوب شرق آسيا، بدأت أيضاً بالعودة في التوقيت نفسه تقريباً، وهذا أوجد موجة حجز امتدت طوال أغسطس لرحلات العودة إلى الإمارات، وتابع: «تكون المطارات بشكل عام وفي مختلف المحطات، في نهاية أغسطس مزدحمة، لذلك ننصح المسافرين بالوصول قبل وقت كافٍ إلى المطارات، خصوصاً العائلات والمجموعات».
رحلات
من جانبه قال المدير التنفيذي لشركة «إس تي إس» في مجموعة «دبي لينك»، صلاح منصور: «تشير البيانات إلى أن معظم الرحلات في محطات محددة تسجل معدلات إشغال شبه كاملة، وأخرى كاملة في بعض الحالات، خصوصاً من الوجهات العربية والآسيوية والوجهات السياحية الشهيرة، مثل تايلاند وبريطانيا وفرنسا».
وأضاف: «يبدأ جزء كبير من المسافرين في العودة إلى دولة الإمارات قبل انطلاق العام الدراسي، أو تزامناً معه، ما يضغط على العرض المتاح مقارنة بحجم الطلب الكبير»، لافتاً إلى أن «هذا النمط يلاحظ بوضوح في مسارات رئيسة في مصر والأردن وسورية، فضلاً عن محطات سياحية ذات شعبية كبيرة في أوروبا وجنوب شرق آسيا».
وأوضح منصور أن شركات الطيران عادت للعمل بكامل سعتها الصيف الجاري، وواجهت طلباً موسمياً قوياً دفع بمعدلات الإشغال إلى مستويات مرتفعة، خصوصاً على خطوط واتجاهات معينة، لافتاً إلى أن محطات مثل مطار دبي الدولي، أكبر مطار لحركة المسافرين الدوليين، تشهد أعداد ركاب سنوية ونصف سنوية كبيرة متزايدة تعززها الحركة القوية للسفر خلال أشهر الصيف تحديداً.
ولفت إلى أن السفر العائلي يقود الطلب على السفر خلال الموسم الجاري، مشيراً إلى أن الضغط على رحلات العودة في النصف الثاني من أغسطس وبداية سبتمبر المقبل أمر متكرر سنوياً، لكنه هذا العام جاء «أكثر حدة»، نتيجة الارتفاع المتواصل للطلب على السفر الجوي كل عام، وتزامن عودة المدارس مع موسم السياحة الصيفية، وزيادة مطردة في الطلب العالمي على السفر، ما يجعل التخطيط المسبق والمرونة في المواعيد عاملين أساسيين لتجربة سفر مريحة واقتصادية.
وتابع منصور: «خلال الأسبوعين الأخيرين من أغسطس الجاري، تكاد تكون الرحلات من القاهرة وعمّان وبيروت ممتلئة بالكامل، وهذا الطلب الكبير جعل من الصعب جداً على من لم يحجز مسبقاً أن يجد مقاعد بأسعار معقولة».
وأشار إلى أنه حتى بالنسبة للوجهات التي تعد محطات لقضاء عطلات سياحية، فإنها تعاني الضغط نفسه، لافتاً إلى أن العائلات التي أمضت الصيف هناك تختار العودة في الأيام نفسها تقريباً، ما يخلق ذروة حجز مركزة.
وذكر منصور أن أسعار تذاكر الطيران حالياً في مستويات مقبولة، إلا أنها تكون مرتفعة بنسبة كبيرة في حال تزامن موعد رحلة العودة مع النصف الثاني من أغسطس والأيام الأولى من سبتمبر المقبل، موضحاً أن متوسط أسعار الرحلات يختلف من وجهة إلى أخرى، وفقاً لمعدلات الطلب.
مقاعد محدودة متوافرة
وفي السياق نفسه، قال المدير العام لشركة العوضي للسفريات، أمين العوضي، إن عدداً محدوداً للغاية من المقاعد متوافر على رحلات العودة في الأسبوع الأخير من أغسطس الجاري، خصوصاً إلى من الوجهات العائلية في الدول العربية، فضلاً عن محطات سياحية في جنوب شرق آسيا.
وتابع: «ننصح المسافرين بالتخطيط المبكر قدر الإمكان، وعدم الانتظار للحجز في اللحظة الأخيرة، لأن الخيارات المتاحة حينها ستكون محدودة وأسعارها أعلى بكثير».
وقال: «بالنسبة للراغبين في إجراء حجز جديد لرحلة قادمة إلى دولة الإمارات، تزامناً مع هذه الذروة، فينبغي التفكير في بدائل تتمثل في المرونة في تحديد مواعيد السفر، إذ قد تكون الفروق كبيرة في الأسعار»، وقال: «في فترات الذروة، فإنه حتى من يمتلك تذكرة مؤكدة، قد يواجه تحديات مثل قوائم الانتظار الطويلة، أو تأخيرات طفيفة، لذا ننصح المسافرين دائماً بالوصول إلى المطار مبكراً، وإتمام إجراءات السفر إلكترونياً قدر الإمكان».
إشغال كامل
إلى ذلك، قال المدير العام لشركة الياسمين للسفر والسياحة، صلاح خالد سالم: «تشهد رحلات العودة إلى الدولة حالياً إشغالاً كاملاً يصل إلى 100%، خصوصاً من بعض الوجهات العربية الرئيسة مثل القاهرة وعمان وبيروت ودمشق، كما تشهد رحلات الذهاب والعودة من وجهات أوروبية وآسيوية رئيسة وإليها، خلال الصيف الجاري، مثل بريطانيا وإيطاليا وتايلاند وإندونيسيا وجورجيا وأذربيجان، إشغالاً كاملاً، لاسيما الرحلات القصيرة التي تستمر أسبوعاً فأقل»، وأرجع سالم الإشغال المرتفع إلى ارتفاع الطلب بشكل كبير، بسبب موسم عودة المدرسين والعائلات إلى الدولة، قبيل بدء العام الدراسي الجديد أواخر أغسطس الجاري.
وذكر سالم أن الارتفاع في أسعار تذاكر العودة للحجوزات المتأخرة وصل إلى 200%، بحسب الوجهة، مقارنة بالأيام العادية، مؤكداً أن معدلات إشغال الرحلات الجوية مرتفعة للغاية، إلى درجة أن بعض شركات الطيران شغلت رحلات إضافية، كما سيّـرت رحلات ترانزيت موسمية لاستيعاب الطلب الكبير.
وأوضح: «أدى الحجز المتأخر لرحلات العودة من العاصمة المصرية القاهرة، إلى ارتفاع سعر تذكرة الطيران إلى 2800 درهم، بارتفاع نسبته 200%، في حين جاوز السعر 2400 درهم على شركات الطيران الاقتصادي، كما راوح سعر تذاكر العودة في رحلات ترانزيت بين 1700 و1800 درهم تقريباً».
وأضاف: «وصل سعر تذكرة العودة حالياً من العاصمة الأردنية عمان إلى 1850 درهماً بارتفاع نسبته 200%، كما بلغ السعر من العاصمة اللبنانية بيروت 1700 درهم، بزيادة نسبتها 150%، وارتفع سعر تذكرة رحلة العودة من تايلاند وفيتنام بنسب وصلت إلى 200%»، وأكد سالم أن الارتفاع في أسعار التذاكر قلّص فارق الأسعار بين الطيران التجاري والاقتصادي، حيث تستغل شركات الطيران الطلب العالي لرفع الأسعار في ضوء صعوبة إيجاد حجوزات.
سفر عائلي
بدوره، اتفق الرئيس التنفيذي لمجموعة نيرفانا القابضة، علاء العلي، مع فكرة أن الطلب على رحلات العودة إلى دولة الإمارات مرتفع للغاية، وقال: «الطلب مرتفع ما رفع شعار (رحلات كاملة العدد)، خصوصاً مع وصول المسافرين في فترات الصيف إلى أعداد قياسية، باعتبارها فترة الإجازات الرئيسة التي تتميز كذلك بالسفر العائلي وليس الفردي، كونها إجازة للمدارس والجامعات معاً».
وأكد العلي أن الطلب المرتفع للغاية للعودة قبل استئناف الدراسة، رفع أسعار تذاكر العودة للحجوزات المتأخرة بنسب جاوزت 90%، مع تباينها بحسب الوجهة وتاريخ الحجز والعودة، لافتاً إلى تذبذب في أسعار التذاكر مرات عدة خلال اليوم نفسه، وأوضح أن ذلك يأتي في إطار تزايد الطلب بشكل كبير ومحدودية المعروض، مشيراً إلى أن الارتفاع شمل وجهات أوروبية وآسيوية وعربية معاً.
الحجوزات المتأخرة
أما مدير المبيعات في شركة هابي لاين للسفر والسياحة، طاهر عيسوي الشيخ، فقال لـ«الإمارات اليوم»، إن رحلات العودة للدولة كاملة العدد، سواء من الوجهات الرئيسة للمقيمين أو من وجهات أوروبية وآسيوية شهدت إقبالاً ملحوظاً الصيف الجاري، لافتاً إلى أن نسب الإشغال وصلت إلى 100%، مدفوعة بارتفاع الطلب على رحلات العودة قبل الموسم الدراسي، خصوصاً للعائلات.
وأوضح أن الحجوزات المتأخرة لرحلات العودة، لاسيما من الوجهات العربية الرئيسة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار التذاكر بنسب كبيرة، تختلف من شركة إلى أخرى، ومن وجهة لأخرى، فيما وصلت في المتوسط إلى 70% فأكثر.
وشدد على أهمية الحجز المبكر لتذاكر الذهاب والعودة، خصوصاً خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعات كبيرة في أسعار التذاكر.
تقلص الفارق بين أسعار الطيران التجاري والاقتصادي
قال مدير المبيعات في وكالة «إم كيه» للسفر والسياحة، وائل سالم، إن الارتفاع في أسعار الحجوزات المتأخرة للعودة، شمل مختلف الوجهات العربية والآسيوية والأوروبية الرئيسة، التي شهدت إقبالاً كبيراً خلال فترة الصيف، مشيراً إلى أن نِسَب الارتفاع راوحت بين 100 و166%، مقارنة بأسعارها في الأوقات العادية قبل موسم الصيف مباشرة.
وأكد زيادة شركات الطيران رحلاتها، فضلاً عن وجود تغير كبير في أسعار تذاكر رحلات العودة لبعض الوجهات الرئيسة، مرات عدة، في اليوم نفسه.
وأوضح أن سعر رحلة العودة من القاهرة لحجوزات «اللحظة الأخيرة» ارتفع من 1200 درهم إلى 2700 درهم، بارتفاع نسبته 125%، كما ارتفع سعر تذكرة رحلة العودة من مدينة فوكيت التايلاندية إلى 4000 درهم، مقابل 1500 على الأكثر، بنسبة ارتفاع 166%.
وتابع: «كما ارتفع سعر تذكرة العودة من مدينة لندن البريطانية من 1500 درهم تقريباً إلى أكثر من 3000 درهم، بارتفاع نسبته 100%».
وأكد سالم تقلص الفارق بين أسعار الطيران التجاري والاقتصادي نتيجة للارتفاع، مشدداً على أهمية التخطيط للسفر ذهاباً وإياباً بشكل مبكر، ما يخفض سعر التذاكر بنسب تصل إلى 50%.