طالب مستهلكون منافذ بيع متوسطة، بعضها له فروع في عدد من إمارات الدولة، بوضع أسعار السلع وكتابتها في لافتات واضحة، وخفض أسعار السلع التي تبيعها بأسعار أعلى بنسب تصل إلى 36% مقارنة بالأسعار في المنافذ الكبرى (الهايبرماركت)، مؤكدين كذلك أهمية طرح هذه المنافذ عروضاً سعرية مخفضة.

وأوضحوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن منافذ بيع متوسطة خلت من لافتات بأسعار السلع، وأن بعضها يبيع بعض السلع بأسعار مرتفعة مقارنة بالأسعار السائدة في منافذ البيع الكبرى، كما يخلو عدد كبير منها من عروض التخفيضات على السلع المختلفة.

ولفتوا إلى أن عدد المنافذ المتوسطة (السوبرماركت) زاد بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وأصبحت خياراً مفضلاً لكثير من المستهلكين الذين باتوا يعتمدون عليها في تلبية احتياجاتهم اليومية والعاجلة بدلاً من الذهاب إلى المنافذ الكبرى، خصوصاً أنها تقع في وسط مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

بدورهما، قال مسؤولان إن حجم مبيعات المنافذ الكبرى وعدد السلع التي تبيعها يفوقان بكثير المنافذ المتوسطة، ما يمكنها من استغلال هذه الميزة النسبية في البيع بأسعار أفضل، مضيفين أن عدم كتابة أسعار سلع، أو كتابتها بشكل غير واضح، لا يمكن اعتباره ظاهرة، باعتبار أن بعض المنافذ المتوسطة بدأت في كتابة الأسعار على السلعة نفسها لإزالة أي لبس في الأسعار.

منافذ متوسطة

وتفصيلاً، قالت المستهلكة آمنة سلطان، إنها لاحظت أن منافذ بيع متوسطة (سوبرماركت) تخلو من لافتات بأسعار السلع المختلفة، كما يضع بعضها لافتات صغيرة غير مقروءة بالأسعار.

وطالبت بضرورة التزامها بوضع أسعار السلع، وبلافتات واضحة، خصوصاً أن نسبة متزايدة من المستهلكين أصبحت تعتمد عليها لتلبية احتياجاتها اليومية، بعد انتشارها في مختلف المناطق السكنية.

وقال المستهلك، هادي سمير، إنه لاحظ أن «أسعار سلع في منافذ متوسطة ترتفع بنسب تصل إلى 36% مقارنة بأسعارها في منافذ بيع كبرى».

وأوضح أن أحد المنافذ المتوسطة، على سبيل المثال، يبيع أحد أنواع المعكرونة بسعر 4.3 دراهم، بينما يبيعها أحد المنافذ الكبرى بسعر 3.5 دراهم، بزيادة 23% تقريباً. كما يبيع أحد المطهرات وزن 1.89 لتر، بسعر 14.95 درهماً، بينما يباع في منفذ بيع كبير بسعر 10.99 دراهم، من دون تخفيض، بفارق 36%. كما يبيع أحد المنافذ المتوسطة أحد «مُنعّمات» الأقمشة 2.9 لتر بسعر 17.9 درهماً، بينما يباع في أحد المنافذ الكبرى، من دون تخفيض، بسعر 14.6 درهماً، بفارق 23% تقريباً. كما تباع زجاجات المياه، سواء زجاجة بمفردها أو في صناديق تحتوي على 12 أو 24 عبوة، بفروق تزيد على 20%.

وطالب بتقليل فجوة الأسعار بينها وبين المنافذ الكبيرة، خصوصاً أنها أصبحت خياراً مفضلاً لكثير من المستهلكين مقارنة بالفترة السابقة، بحكم زيادة عددها، وسهولة الشراء منها، وقربها من المنازل، وانتشارها في مناطق ذات كثافة سكانية.

عروض على السلع

وقال المستهلك، حسين صبري، إن «بعض المنافذ المتوسطة لها فروع في عدد من إمارات الدولة تخلو من عروض مخفضة على أسعار الكثير من السلع، على الرغم من أن نسبة كبيرة من أسعارها تفوق الأسعار في بعض المنافذ الكبرى».

ونوه إلى أنه يضطر أحياناً للذهاب إلى المنافذ الكبرى التي تبعد عن بيته مسافة كبيرة، بدلاً من الاعتماد بشكل أكبر على المنافذ المتوسطة، رغم وجود عدد من المنافذ المتوسطة حول منزله، يستطيع الذهاب إليها سيراً على الأقدام، لعدم وجود عروض مخفضة ملموسة فيها على سلع رئيسة بالنسبة له، مشيراً إلى أن طرحها عروضاً مخفضة يزيد من إقبال المستهلكين على الشراء منها، ما يزيد مبيعاتها، خصوصاً أنها أصبحت منتشرة في المناطق السكنية بشكل كبير. ونوه إلى أن أسعار بعض السلع التي تبيعها منافذ متوسطة أعلى من أسعار منافذ بيع كبرى، خصوصاً في ما يتعلق بأسعار الخضراوات والفواكه الطازجة والمجمدة، بنسب راوحت بين 10 و30%.

حجم المبيعات

في المقابل، قال المسؤول في أحد منافذ البيع المتوسطة، حميد رحيم، إن «حجم مبيعات المنافذ الكبرى، وعدد السلع التي تبيعها، يفوقان بكثير المنافذ المتوسطة، ما يمكنها من استغلال هذه الميزة النسبية في البيع بأسعار أفضل، وطرح عروض سعرية محفزة أكثر، بموجب اتفاقيات مع منتجين وموردين مختلفين».

ونوه إلى أن «مسألة خلو منافذ من أسعار سلع أو كتابتها بشكل غير واضح، لا يمكن اعتباره ظاهرة، كما بدأ بعض المنافذ المتوسطة في كتابة الأسعار على السلعة نفسها لإزالة أي لبس في أسعارها»، مشيراً إلى أن عدداً من المنافذ المتوسطة القديمة لجأ إلى عمليات تجديد شاملة، ما أدى إلى إزالة الأسعار بشكل مؤقت، بعد تزايد المنافسة بين المنافذ المتوسطة، وزيادة عددها خلال الفترة الأخيرة.

من جانبه، قال المسؤول في منفذ متوسط آخر، برهان محمد، إن «حجم مبيعات المنافذ الكبرى، التي يوجد معظمها في المراكز التجارية الكبرى التي يرتادها عدد كبير من المستهلكين يومياً، يتيح لها خفض أسعارها نسبياً، مقارنة مع المنافذ المتوسطة، بحيث يتم تعويض ذلك بالمبيعات القوية، ولا يؤثر سلباً على أرباحها».

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من العروض وتراجع الأسعار مقارنة مع المنافذ الكبيرة، بعد أن أصبحت المنافذ المتوسطة منتشرة بشكل أكبر، ولها فروع في عدد من إمارات الدولة، خصوصاً في أبوظبي ودبي.

ولفت إلى أن هناك محاولات ناجحة للتعاون بين عدد من سلاسل المنافذ المتوسطة في طلبات الاستيراد، بحيث تستطيع الاستيراد بأسعار أقل، ما يمكنها من خفض أسعارها، وطرح عروض محفزة أكثر. ونوّه إلى أن تكاليف الإيجار والخدمات تعد مرتفعة بالنسبة للمنافذ المتوسطة، كما أن معظمها لايزال جديداً في السوق، وتنقصه الخبرة والعلاقات القوية التي تتمتع بها المنافذ الكبرى الموجودة منذ سنوات طويلة، وتتمتع بثقة قطاع كبير من المستهلكين.

• حجم مبيعات المنافذ الكبرى يتيح لها خفض أسعارها نسبياً مقارنة مع المنافذ المتوسطة.

شاركها.