التداول في الأسواق المالية المختلفة أصبح من أهم صور الاستثمار المتاحة في العصر الحديث أما جميع الفئات من الأشخاص، فلم يعد التداول في البورصة مقتصرا على فئة معينة من التجار، فيمكن لأي شخص الآن يمتلك هاتف حديث مع شبكة إنترنت أن يتعلم التداول في البورصة ويبدأ استثماره الخاص من خلال خطوات بسيطة.
كيفية تعلم التداول
أصبح تعلم التداول في الوقت الحالي من أسهل ما يكون، خاصة في ظل انتشار عشرات المواقع الإلكترونية وشركات التداول التي توفر العديد من الموارد التعليمية المرئية والمقروءة بشكل مجاني تماما أمام المتداولين الجدد، بحيث تتسنى لهم فرصة تعلم كل ما يخص التداول من الصفر وحتى الاحتراف،كل ما يتطلبه الأمر هو اختيار موقع تعليم تداول موثوق من المواقع الخاصة بشركات التداول المرخصة عالميًا، ومن ثم اتباع الآتي:
- اختيار وسيط تداول موثوق
فإذا كان المبتدئ في التداول يرغب في تعلم الاستثمار في الأسهم أو الذهب أو العملات الأجنبية وغيرها من الأوراق المالية، فعليه أن يبدأ أولا في البحث عن وسيط تداول مرخص ومضمون، حيث يتولى الوسيط مهمة توصيل المتداول بمنصة تداول مضمونة وبالتالي سهولة التواصل مع البائعين والمشترين في الأسواق المالية التي يرغب بتعلم التداول فيها.
- حساب تداول تجريبي
من أهم الخطوات في تعلم التداول هو الحصول على حساب تداول تجريبي لدى شركة الوساطة المالية، حيث يتم من خلال هذا الحساب تطبيق كل المعلومات التي تم تعلمها بواسطة الموارد التعليمية ومقاطع الفيديو وغيرها، فيقوم المبتدئ في التداول باستخدام هذا الحساب التجريبي لتنفيذ كل ما تعلمه واكتساب مهارات التداول بشكل حقيقي ولكن بدون استخدام أي أموال حقيقية وبدون التعرض لأي خسائر، فتلك الخطوة من أهم ما يجب على أي مبتدئ الحرص عليها قبل بدء التداول الحقيقي في الأسواق المالية لاكتساب بعض الخبرة وإتقان التعامل مع أدوات التداول في منصة التداول.
تعلم التداول من الصفر
قبل التفكير في طريقة تعلم التداول من خلال خطة مدروسة وخطوات محددة وواضحة، فمن المفيد أيضا استغراق بعض الوقت في دراسة تفاصيل سوق التداول التي يحتاج المبتدئ إلى تعلمها بالفعل، فكل مبتدئ عادة ما يرغب في تعلم كل شئ بالمعنى الحرفي للكلمة، ومع ذلك فإن هذا الأمر قد يبدو معقدًا بعض الشي، وخاصة في وجود الكثير والكثير من التفاصيل التي قد لا يسع الوقت إلى تعلمها جملةً واحدة، بل تتطلب الكثير من الممارسة والتعامل الحقيقي في البورصة لتعلم كل تلك المهارات والتفاصيل، ولذلك نذكر فيما يلي أهم العناصر التي يحتاجها كل مبتدئ لتعلم التداول:
- اختيار الإطار الزمني الذي سيتم التداول عليه
فغالبا ما يعيش المتداولين في حياة صاخبة ومزدحمة خارج البورصة، سواء كانوا موظفين بدوام كامل أو جزئي أو عمل خاص أو غير ذلك من مشاغل الحياة، لذلك فمن الضروري هيكلة الوقت الذي سوف يستغرقه المتداول في الأسواق المالية عند تعلم التداول.
على سبيل المثال؛ فإن سوق تداول الفوركس يكون مفتوحا على مدار 24 ساعة طوال أيام عمل البورصة، ولذلك يمكن تحديد خطة خاصة بالوقت الذي يمكن التداول فيه بعد أوقات العمل أو في الأوقات التي يمكن التفرغ فيها خلال اليوم، فإنشاء خطة واحدة من شأنه أن يخفف من حدة التوتر على المدى الطويل. أما أسواق تداول الأسهم فتعمل على مدار ساعات معينة فقط خلال اليوم وبالتالي لابد من تحديد الوقت الذي يمكن قضاؤه في تداول الأسهم وتحديد مدى تعارض ذلك مع أوقات الدوام الآخر.
- اختيار الأسواق المالية التي سوف يتم التركيز عليها خلال تعلم التداول
بمجرد تحديد الإطار الزمني الذي يناسب الظروف الحياتية للمتداول ومواعيد عمله، فتكون الخطوة التالية هي اختيار السوق الذي يرغب بالتداول فيه، سواء كان سوق تداول الأسهم أو سوق الفوركس أو غيره، فمن أهم الأسواق المتاحة للتداول بميزة عقود الفروقات ما يلي:
- الفوركس.
- الأسهم الخليجية.
- الأسهم الأمريكية.
- الأسهم الأوروبية.
- المؤشرات العالمية.
- المعادن الثمينة.
- السندات.
- صناديق الاستثمار المتداولة.
- أسهم المملكة المتحدة.
- السلع الغذائية.
قد يشعر أحد الأشخاص بالفضول والرغبة في تعلم التداول في أكثر من سوق بنفس الوقت، ولكن ينصح بالتركيز على تعلم التداول في سوق واحد فقط أو سوقين على الأكثر في البداية، حتى يتمكن المبتدئ من اكتساب المهارات المطلوبة والتمتع بالثقة فيما تعلمه وفيما يفعله في الأسواق المالية، وحين يبدأ في تحقيق النجاح يمكنه اتخاذ خطوات أخرى وبدء التداول في الأسواق المالية الأخرى.
- اختيار الأدوات المستخدمة لفتح الصفقات
عند إتخاذ القرار ببدء الاستثمار والتداول في الأسواق المالية، فعادة ما يتجه المتداولين إلى استخدام أدوات التحليل الأساسي أو أدوات التحليل الفني، ولكن المعظم يتجه إلى المزج بين الاثنين للحصول على أفضل النتائج.
فالتحليل الفني هو عبارة عن دراسة مؤشرات التداول ومخططات الأسعار والنماذج والأنماط التي يتم تشكيلها على الرسوم البيانية، فهناك العديد من الأنماط والمؤشرات المتاحة أمام المتداولين والتي يسهل تعلمها واستخدامها.
أما التحليل الأساسي فهو عبارة عن دراسة للبيانات الاقتصادية الخاصة بالشركات، وكذلك الأخبار التي قد تؤثر على اتجاهات السوق ونقاط التحول فيه، فكثير من الناس يعتقدون أن التداول بالاستناد على التحليل الأساسي يحتاج إلى معرفة عميقة في الاقتصاد، ولكن ليس هذا هو الحال بالضبط، لأن هناك الكثير من مدونات التداول والمفكرات الاقتصادية التي تقدم المساعدة للمتداولين في اتخاذ قراراتهم.
- تحديد تقنيات إدارة المخاطر التي سيتم استخدام في الدخول والخروج من الصفقات
إن خطوة فتح حساب للتداول وتحديد أوامر البيع والشراء ليست بالأمر الصعب، في حقيقة الأمر إن أي شخص يمكنه فعل ذلك بكل سهولة. ولكن الأمر في أن تحقيق النجاح والربح من الصفقات مرة تلو الأخرى يتطلب الكثير من التدريب واكتساب المهارة المطلوبة لذلك، من أهم تلك المهارات هو إدارة المخاطر، فمعظم المتداولين لا يدركون أهمية التفكير أبدا في كيفية الخروج من الصفقات من أجل زيادة الأرباح إلى أقصى حد أو بهدف تقليل الخسارة إذا ما صارت الأمور في الاتجاه المعاكس.
ذلك من أخطر الأخطاء التي تحدث على المدى الطويل، فمن الضروري وضع خطة جيدة لإدارة المخاطر واستخدام المؤشرات والأدوات المتاحة على منصة التداول من أجل إدارة التداولات بأفضل طريقة ممكنة.
- تحديد كيفية متابعة أخبار السوق وأحدث الاستراتيجيات
فحين يقوم المتداول بغمر نفسه في عالم التداول والاستثمار والتعمق في الأسواق المالية؛ فإن ذلك يساعده على تسريع تدريبه على مزاولة التداول الحقيقي، ومعرفة كيف ينظر المحترفون إلى الأسواق المالية يمكن أن يساعد في منح المبتدئين الثقة لكي يدخلوا إلى السوق ويقومون بتحليله وتجربة التداول بشكل فعلي. ويمكن متابعة أحداث السوق وآخر مستجداته عبر العديد من الوسائل الإلكترونية التي توفرها شركات التداول، مثل الرسائل النصية المباشرة عبر الهاتف الجوال، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو من خلال النشرات الاقتصادية التي يتم بثها على العديد من المواقع يوميا بشكل مباشر، كما يمكن المشاركة في منتديات التداول عبر الإنترنت، ومتابعة التجارب السابقة للمتداولين المحترفين والاستفادة منها، بل أن العديد من المتدوالين يوفرون إمكانية نسخ الصفقات واستراتيجيات التداول الناجحة حتى تعم الفائدة منها ويتمكن المبتدئون من استخدامها وتحقيق الربح منها.