ثلاثة احتكاكات جوية جرت في يوم واحد، أمس، بين روسيا ودول في حلف الناتو، في وقت تعرض موسكو قدراتها العسكري في منتدى دولي عسكري كبير قرب موسكو. وأعلن الجيش الروسي أنه أرسل مقاتلة أمس، لاعتراض طائرة حربية نرويجية كانت تقترب من حدود روسيا فوق بحر بارنتس في المحيط المتجمد الشمالي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «مع اقتراب المقاتلة الروسية، عادت الطائرة العسكرية الأجنبية أدراجها»، موضحة أن الطائرة النرويجية من طراز بوينغ بي – 8ايه «بوسيدون» مخصصة للدوريات البحرية.
وأضافت الوزارة: «لم يسمح بأي انتهاك لحدود روسيا الاتحادية»، مؤكدة أن عملية الاعتراض تمت في إطار احترام النظم الدولية «من دون قطع المسارات الجوية» ولا حصول «تقارب خطير». وفي بيان منفصل، أمس، أعلن الجيش الروسي أن العديد من قاذفاته الاستراتيجية ومقاتلاته نفذت «طلعات مخططاً لها» فوق المياه الدولية في بحور البلطيق وبارنتس والنرويج، وكذلك في سيبيريا الشرقية ومناطق أخرى.
هولندا والدنمارك
وقالت هولندا والدنمارك إنهما أرسلتا مقاتلات إف – 16، فيما اقتربت قاذفتان روسيتان من المجال الجوي التابع لحلف الناتو فوق بحر الشمال. وعادت الطائرتان الروسيتان بعد التعرف عليهما ولم يغادرا المجال الجوي الدولي قط.
وأفاد بيان صادر عن الحكومة الهولندية، بأن مقاتلتي إف – 16 هولنديتين أقلعتا وهما مستعدتان لحراسة المنطقة الخاضعة لمسؤولية هولندا عقب تلقي إنذار. وقال ناطق باسم قيادة الدفاع الدنماركية، إن الحكومة الدنماركية أرسلت أيضاً مقاتلاتها إف – 16، لتحديد الطائرات ولكن الروس ظلوا في المجال الجوي الدولي.
بريطانيا أيضاً
وفي حادث ثالث، قالت بريطانيا، إن طائرات مقاتلة تابعة لها من طراز تايفون اعترضت قاذفتين روسيتين أثناء قيامهما بدورية في المجال الجوي الدولي إلى الشمال من أسكتلندا أمس، وذلك داخل حدود المنطقة الجوية الشمالية الخاضعة لحلف الناتو.
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي: «انطلق الطيارون بطائرات تايفون لاعتراض قاذفتين روسيتين بعيدتي المدى هذا الصباح، وتابعوهما أثناء تحليقهما شمالي جزر شيتلاند، استعداداً لمواجهة أي تهديد محتمل لأراضي المملكة المتحدة». وقالت روسيا، إن القاذفتين الاستراتيجيتين كانتا تجريان دوريات روتينية فوق المياه الدولية في المحيط المتجمد الشمالي.
التعاون العسكري
في الأثناء، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو تقترح تطوير التعاون العسكري مع الدول الأخرى، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة.
ولدى ترحيبه بالمشاركين في المنتدى العسكري التقني الدولي «الجيش – 2023» قال بوتين: «نقترح تطوير التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك تدريب العسكريين الأجانب ورفع مهاراتهم، وإدارة القيادة والأركان المشتركة وغيرها من التدريبات. ونتوقع، كما حدث سابقاً، إبرام اتفاقيات وعقود تصدير مهمة على هامش المنتدى».
عرض تسليحي
وعرض بوتين على الشركاء «اختيارات متعددة من الأسلحة الحديثة من كل الأنواع والطرازات». وقال، إن روسيا مستعدة للتعاون العسكري مع كل الدول التي ترغب في الدفاع عن «مصالحها الوطنية وتطورها المستقل». وأضاف إن روسيا تعرض أحدث أنظمة الاستطلاع والأسلحة عالية الدقة والروبوتات.
وأعرب عن ثقته في أن المنتدى سيسمح بتعزيز الشراكة العسكرية لصالح الأمن والاستقرار في العالم المتعدد الأقطاب الناشئ. ويقام المنتدى العسكري التقني الدولي «الجيش – 2023» من 14 إلى 20 أغسطس، بمشاركة نحو 1500 من الشركات الروسية الرائدة في مجال الدفاع و85 شركة أجنبية من سبع دول.