كشف خبراء ومتخصصون في شؤون الزراعة والجامعات أن دولة الإمارات استثمرت في مشاريع الطاقة المتجددة في نحو 70 دولة، شملت قطاعات الزراعة والمياه والطاقة، مؤكدين أن زيادة الاستثمارات الزراعية ضرورة لمواكبة المتغيّرات المناخية والبيئية وتعزيز والاقتصاد الأخضر.

وأكّد مؤسس رئيس جمعية رواد الزراعة الإماراتية المؤسِّس والرئيس التنفيذي لمجموعة غراسيا، حامد الحامد، خلال جلسة بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أهمية الجهود الوطنية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، ومواكبة التغيّرات المناخية، مشيراً إلى أن المفهوم الزراعي يجب تحريره من معناه الضيق المرتبط بالمزارع فقط، ليشمل أكثر من 16 مجالاً، منها السياحة الزراعية، والمياه، والتدريب.

من جانبها، أكّدت المديرة التنفيذية لمركز MIT Kuo Sharper للرخاء وريادة الأعمال، دينا شريف، أنه لا بديل عن الاقتصاد الأخضر، وأن الأفكار الابتكارية في هذا المجال مهمة ومركزية وضرورية للمراكز البحثية، وأشارت إلى أهمية الاستفادة من الأبحاث الأميركية والغربية لإنتاج محاصيل تتحمل الظروف المناخية القاسية، وتوظيف تقنيات حديثة في التسويق، لافتة إلى أن استدامة المشاريع الخضراء تُمثّل شرطاً أساسياً لحماية البيئة، والحد من تقلبات المناخ، مع ضرورة إشراك المرأة في هذا المجال.

بدوره، أوضح حامد رعاب، من مؤسسة أبوظبي للإعلام، أن الإمارات ماضية في التوسع بمشاريع الاقتصاد الأخضر، في إطار تجربتها الرائدة بمشاريع الطاقة المتجددة التي امتدت إلى 70 دولة.

أما مدير الشؤون المؤسسية في Asia House، تشارلي همفريز، فأكّد أن زيادة الاستثمارات الزراعية ضرورة لمواكبة المتغيّرات المناخية والبيئية، وأن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تترك أثراً سلبياً في الأسواق العالمية.

من جانبه، ركّز عميد الدراسات والبرامج الدولية في جامعة ولاية ميشيغان، البروفيسور تيتوس أووكاس، على الدور الحيوي للجامعات في دعم الأمن الغذائي، مؤكداً أن دورها لا يجب أن يقتصر على الجانب الأكاديمي، بل أن تتحول إلى مراكز معلوماتية تسهم في دعم الإبداع وحل الأزمات، وبيّن أهمية تضمين المهارات الداعمة للاقتصاد الأخضر في مناهج التعليم، وتعزيز استثمارات القطاع الزراعي، لتكريس هذه الثقافة داخل المجتمع.

وفي جلسة حوارية بعنوان «كيف يبني الشباب نظاماً غذائياً مستداماً؟»، حذّرت خبيرة التغذية عضو مجلس الشارقة للشباب، المهندسة عذاري السركال، من أن التحدي الأكبر أمام الشباب في بناء أنظمة غذائية مستدامة لا يتمثّل في نقص الإمكانات، بل في الخوف من المستقبل، والتردد في خوض التجارب التي ترتبط بالأمن الغذائي وتغيّر المناخ، مؤكدة أن هذه المخاوف تخلق حواجز وهمية تعيق الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، رغم توافر الأدوات والفرص التي تُمكّن الشباب من الإبداع وتحقيق نتائج ملموسة.

وأشارت إلى الارتباط الوثيق بين التغيّر المناخي والأمن الغذائي، موضحة أن ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات وغيرهما من الظواهر المناخية تؤثر بشكل مباشر في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، ما يُنذر باحتمال فقدان بعض الأغذية خلال العقود المقبلة، وشددت على أهمية تعزيز الوعي داخل الأسرة، إلى جانب تكامل دور الأفراد والمجتمع وصُنّاع السياسات، لضمان غذاء صحي ومتوافر للأجيال القادمة.

وأضافت أن المبادرات التي أطلقها مجلس الشباب للتغيّر المناخي، سواء على المستوى المحلي أو العربي، أسهمت في تمكين الشباب من الدخول في نقاشات مؤثرة حول قضايا المناخ والأمن الغذائي، موضحة أن دولة الإمارات نجحت في ردم الفجوة التي كانت قائمة بين الأجيال الشابة وهذه الملفات المعقدة، وجعلت صوتهم مسموعاً في المحافل الدولية، ما يعزّز حضورهم ودورهم في صياغة الحلول المستقبلية.

وفي كلنمة بعنوان «شيفرة الحياة الجديدة.. ذكاء إنساني وتكنولوجيا تفاعلية»، استعرض البروفيسور الفائز بجائزة نوابغ العرب، أسامة خطيب، جهود فريقه في تطوير الروبوتات للاستكشاف في أعماق البحار، موضحاً أن هذه الآلات باتت قادرة على الغوص لمئات الأمتار تحت سطح الماء، وتحمل الضغط الهائل في الأعماق، بما يمكّنها من تنفيذ مهام دقيقة تضاهي عمل علماء الآثار، وأشار إلى أن هذه التقنيات الروبوتية، أسهمت في الوصول إلى مئات الطائرات والغواصات الغارقة، وتنفيذ حملات استكشافية وصلت إلى عمق 1000 متر، حيث جرى الكشف عن سفن رومانية تعود إلى 2000 عام، في إنجاز علمي يُعدّ من أصعب التحديات.

البروفيسور أسامة خطيب:

• اكتشفنا سفناً رومانية تعود إلى 2000 عام في أعماق البحار بالتقنيات الروبوتية.

شاركها.