|

استعرضت وسائل إعلام إسرائيلية انتقادات حادة من مسؤولين سابقين لإستراتيجية الحرب الحالية، وسط تحذيرات من الوقوع في مستنقع عسكري مكلف وتعقيدات متزايدة في ملف المفاوضات.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك الحلقة الجديدة من الحرب بأنها “عبثية” وليست لها أي علاقة بأمن الدولة.

وأوضح أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية نجح في خداع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحاشيته، ووصف لهم وضعا كأن هناك خيارين فقط: إما الاستسلام لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو أمر لا يخطر على بال أحد، أو تنفيذ هذه العملية بحثا عن آخر المقاتلين في غزة.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين أن أسوأ ما يمكن هو الشروع في عملية عسكرية غير واضحة تغرق إسرائيل في مستنقع سيكلفها عشرات المليارات.

وحذر من أنه في حال عدم إعادة إعمار غزة، فإن إسرائيل ستصطدم بمجتمع معادٍ لها، مشيرا إلى “الأوهام” بأن الفلسطينيين سيُهجَّرون وأن العلاقات ستُعقد مع كل العالم.

وأكد باراك أن هزيمة “الإرهاب” الموجود في صفوف سكان داعمين له لم تحدث في أي مكان في العالم، لا في فيتنام ولا في أفغانستان ولا في العراق، مؤكدا أن حماس موجودة بعد عقود من الاحتلال، مما يدلل على صعوبة القضاء على الحركات المقاومة بالقوة العسكرية فقط.

ومن جانب آخر، أشارت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 موريا أسرف أن رئيس الحكومة لم يصدر بعد قرارا بشأن ما ستفعله إسرائيل مع مقترح الصفقة الجزئية.

وأوضحت أن نتنياهو يردد على مدار الأسبوعين الماضيين توجهه نحو صفقة شاملة تعني إنهاء الحرب، لكن حماس ترفض شروطه لإنهاء الحرب، وحتى لو وافقت عليها فسيستغرق ذلك أسابيع إن لم تكن شهورا للتوصل إلى التوافقات المختلفة.

ولفتت المراسلة إلى أن المقترح الوحيد الذي يمكن أن يُطلق سراح أسرى في وقت أسرع في المدى القريب هو المقترح الجزئي، وهذا ما ترغب به حماس في المستقبل القريب، مما يضع رئيس الحكومة أمام معضلة اتخاذ قرار حاسم.

تطور بالتفاوض

وفي تطور منفصل، كشف مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبراهام أن فريق التفاوض الإسرائيلي أبلغ المستوى السياسي خلال الأيام الأخيرة بتغييرات طرأت على مواقف حركة حماس قد تفتح المجال قريبا جدا، وربما خلال أيام، للعودة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة صفقة تدريجية وفق مبادرة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وأوضح أنه بحسب التقديرات، فإن حماس ستقدم في الأيام القريبة ردها إلى الوسطاء، وإن لم يكن هذا الرد يهدف لكسب الوقت أو لمجرد التظاهر، فلا ينبغي استبعاد إمكانية التوصل إلى صفقة تدريجية، وفق ما يؤكد هؤلاء المسؤولون.

من ناحية أخرى، انتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند الفرضيات التي بُنيت عليها الحرب، مؤكدا أنه على مدى 22 شهرا، بما في ذلك في إطار عملية “عربات جدعون”، عمل كل من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) وقيادة المستوى العسكري استنادا إلى 3 فرضيات كلها خاطئة.

آيلاند أوضح أن الفرضية الأولى كانت أن الضغط العسكري يمكن أن يغير مواقف حماس، لكن الحركة لم تغير مواقفها في أي شيء.

أما الفرضية الثانية فكانت أنه من الصواب احتلال الأرض حتى إن بقي فيها سكان معادون، وهذا الأمر سيبقى دائما سيفا ذا حدين وهدفا في المرمى، إذ إن احتلال أرض تسيطر عليها وسط سكان معادين سيعني وجود “مخربين” دائما وتنفيذ هجمات مضادة.

الفرضية الثالثة التي انتقدها آيلاند كانت إمكانية خلق فصل بين حماس والمدنيين في غزة، مؤكدا أنه لا فرصة لذلك لأن “حماس هي غزة، وغزة هي حماس”.

شاركها.