|

في أحد مطابخ الحساء المكتظة وسط مدينة غزة، تتنقل هبة الغماري، وهي أم لـ3 أطفال، بين الأواني الفارغة في محاولة يومية لتأمين وجبة تسد رمق صغارها، وسط أزمة غذاء خانقة تُخيّم على القطاع.

وتصحو الأم باكرا وتتوجه قبل شروق الشمس إلى مراكز توزيع الطعام الشعبي، لكنها كثيرا ما تعود دون خبز، أو بطعام لا يكفي عائلتها ليوم كامل.

هبة الغماري أم فلسطينية لـ3 أطفال تتنقل يوميا بين مطابخ الحساء في غزة بحثا عن وجبة تسد رمق عائلتها (رويترز)

وتقول إنها أصيبت بحروق أثناء الزحام على أبواب أحد المطابخ، بعدما سُكب الحساء الساخن على يدها خلال تدافع المحتاجين.

وعبّرت الغماري عن شعورها بالعجز عندما يُطالبها طفلها الصغير صباحا بقطعة خبز، بينما لا تملك شيئا لتقدمه. وأكدت أن العائلة غالبا ما تكتفي بالماء والملح قبل النوم.

PALESTINIANS GATHERING AT A SOUP KITCHEN IN GAZA CITY TO GET FOOD / PALESTINIAN MOTHER OF THREE, HEBA AL-GHAMARI, TALKING ABOUT DAILY STRUGGLE TO GET FOOD
الأم تقطن داخل مبنى مهجور وجسدها امتلأ بلدغات البراغيث دون أدنى مقومات النظافة أو العلاج (رويترز)

وتقطن العائلة داخل مبنى مهجور، دون أدنى مقومات النظافة أو العلاج. وتقول الأم إن جسدها امتلأ بلدغات البراغيث، وإن طفلها يعاني من التهاب في ساقه، لكنها تضطر لتجاهل احتياجاتها الصحية من أجل تأمين الطعام.

دPALESTINIANS GATHERING AT A SOUP KITCHEN IN GAZA CITY TO GET FOOD / PALESTINIAN MOTHER OF THREE, HEBA AL-GHAMARI, TALKING ABOUT DAILY STRUGGLE TO GET FOOD
الزحام الشديد في طوابير الطعام تسبب بإصابة الغماري بحروق أثناء محاولتها الحصول على حساء ساخن (رويترز)

وتقول الغماري إن المعونات الجوية التي تلقيها الطائرات لا تصل إلى مستحقيها، مشيرة إلى أن عائلتها لم تحصل على شيء من تلك المساعدات.

ووجّهت نداء عاجلا إلى الدول العربية والمجتمع الدولي، طالبة توزيع الطعام والشراب بعدالة وإنصاف، وإنهاء ما وصفته بـ”الكابوس” الذي تعيشه غزة منذ شهور.

PALESTINIANS GATHERING AT A SOUP KITCHEN IN GAZA CITY TO GET FOOD / PALESTINIAN MOTHER OF THREE, HEBA AL-GHAMARI, TALKING ABOUT DAILY STRUGGLE TO GET FOOD
الأطفال الثلاثة ينامون غالبا على الماء والملح بسبب انعدام الغذاء وعدم توفّر الخبز (رويترز)

وتضيف: “نحن لا نريد سوى أن تُفتح المعابر وتنتهي الحرب، فلم يعد لدينا طاقة للوقوف في طوابير المطابخ للحصول على وجبة لا تكاد تكفي أطفالنا”.

وفي ظل تصاعد الضغط الدولي، أعلنت إسرائيل عن وقف إنساني يومي في 3 مناطق داخل غزة، إلى جانب ممرات جديدة لإيصال المساعدات، بعد أن أثارت صور الأطفال الجائعين موجة استنكار عالمية.

PALESTINIANS GATHERING AT A SOUP KITCHEN IN GAZA CITY TO GET FOOD / PALESTINIAN MOTHER OF THREE, HEBA AL-GHAMARI, TALKING ABOUT DAILY STRUGGLE TO GET FOOD
النداء الأخير الذي وجّهته الغماري حمل مناشدة للدول العربية بفتح المعابر وتأمين الغذاء بشكل عادل ومنظم (رويترز)

وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الوضع في غزة يتطلب تدفقا ثابتا وطويل الأمد للمساعدات الغذائية، محذّرة من أن المعابر الحالية والممرات المؤقتة لا تلبّي الحاجة المتفاقمة.

وتسببت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في مقتل أكثر 60 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من المدنيين، بينما تواصل إسرائيل قصفها وتضييقها على المناطق السكنية، مما فاقم من أزمة النزوح والجوع وانهيار البنية التحتية للقطاع بالكامل.

شاركها.