يترقب العالم ظاهرة فلكية استثنائية تُعد الأبرز في القرن الحادي والعشرين، في الثاني من أغسطس 2027، حيث يُطلق عليها «كسوف القرن»، وهو كسوف شمسي كلي سيحول النهار إلى ظلام تام لمدة 6 دقائق و23 ثانية في بعض المناطق.
ومن المتوقع أن يغطي هذا الحدث النادر شريطاً عرضه نحو 260 كيلومترا، وطوله يتجاوز 15 ألف كيلومتر، سيعبر 11 دولة ومنطقة، منها 9 دول عربية، ليمنح ملايين البشر فرصة مشاهدة مشهد كوني يحبس الأنفاس.
ويبدأ مسار الكسوف الكلي من المحيط الأطلسي، مروراً بمضيق جبل طارق، ثم يعبر جنوب إسبانيا قبل أن يدخل شمال أفريقيا، ليشمل 9 دول عربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السودان، المملكة العربية السعودية، اليمن، والصومال)، إضافة إلى جبل طارق (التابع للمملكة المتحدة) وجنوب إسبانيا.
وسيظهر الكسوف جزئياً في مناطق أخرى مثل جنوب إيطاليا وجزيرة لامبيدوزا، لكن الظلام الكامل سيقتصر على مسار الشريط الضيق، وتُعد مدة الكسوف استثنائية، حيث ستتجاوز 6 دقائق، وهي ضعف مدة معظم الكسوفات الكلية التي لا تتجاوز عادةً 3 دقائق، ويُعزى ذلك إلى عوامل فلكية، منها قرب القمر من الأرض (نقطة الحضيض)، ما يجعل قرصه الظاهري أكبر من الشمس، وتزامن مسار الكسوف مع خط الاستواء، حيث يتحرك ظل القمر ببطء أكبر عبر سطح الأرض.
وتُعد مدينة الأقصر في مصر واحدة من أفضل المواقع عالمياً لمشاهدة الكسوف، حيث سيستمر الظلام الكلي لأكثر من 6 دقائق، ما يجعلها وجهة مفضلة لعلماء الفلك والسياح، وفي ليبيا، ستشهد بنغازي ظلاماً دامساً لنحو 5 دقائق، بينما ستتراوح المدة في مدن إسبانية مثل قادس وملقة بين 4 و5 دقائق، أما في المملكة العربية السعودية فسيمر الكسوف فوق جدة ومكة المكرمة، ما يوفر فرصة مشاهدة واضحة للسكان والزوار.
ويعد هذا الكسوف الأطول منذ عام 1991، وفرصة نادرة للدراسات العلمية، حيث يتيح للباحثين رصد الغلاف الجوي الشمسي (الهالة) وإجراء تجارب فلكية، كما يجذب الحدث ملايين السياح، ما يعزز الاقتصادات المحلية في الدول الواقعة على المسار، وبدأت المراصد الفلكية في الدول العربية، مثل المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، استعداداتها لتوفير خرائط تفصيلية وإرشادات للرصد الآمن باستخدام نظارات خاصة أو تقنيات غير مباشرة لتجنب إصابات العين.
وتحدث الكسوفات الشمسية عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، حاجباً ضوء الشمس جزئياً أو كلياً، أما الكسوف الكلي فيحدث فقط عندما يكون القمر في نقطة قريبة من الأرض، ويصطف مع الشمس والأرض بدقة، وخلال القرن الحادي والعشرين من المتوقع حدوث 224 كسوفاً شمسياً، منها 68 كسوفاً كلياً، لكن كسوف 2027 يبرز بمدته الطويلة ومساره الواسع الذي يغطي مناطق مكتظة بالسكان.
أخبار ذات صلة