تواصل اليونان، لليوم الثاني على التوالي، مكافحة عدد من الحرائق التي دمرت منازل، واستدعت تدابير إجلاء لسكان، فيما يتم نشر فرق إطفاء تشيكية لتقديم المساعدة.
وعمل عناصر الإطفاء عند خمس جبهات تشتعل فيها الحرائق، بعد ظهر أمس، في منطقة بيلوبويز غرب العاصمة أثينا، وكذلك في جزر كيثيرا، وإيفيا، وكريت.
وقال المتحدث باسم جهاز الإطفاء، فاسيليس فاثروكويانيس: «نتوقع صعوبات مع خطر كبير باندلاع حرائق في مختلف أنحاء المنطقة تقريباً»، لكنه أضاف أن «الوضع يتحسن».
وتوقع خبراء الأرصاد أن تهدأ الرياح القوية التي أججت النيران في معظم المناطق، لكنهم حذروا من أن جزيرة كيثيرا السياحية الشهيرة، التي يبلغ عدد سكانها 3600 نسمة، لاتزال تواجه ظروفاً مقلقة، كما صدرت تعليمات لأهالي الجزيرة الواقعة قبالة الطرف الشرقي لشبه جزيرة بيلوبونيز، بوجوب إخلاء منازلهم.
حرائق واسعة النطاق
وقال نائب رئيس بلدية كيثيرا، يورغوس كومينوس، لقناة «إي آر تي» الإخبارية الحكومية إن نصف مساحة كيثيرا احترق، وأضاف: «منازل وخلايا نحل وأشجار زيتون احترقت».
وذكرت قناة «إي آر تي» أن حريقاً واسع النطاق لايزال يشتعل في الجزيرة، لكن بجبهات أصغر، فيما لفتت إلى أن الوضع يتحسن.
وبذل العشرات من عناصر الإطفاء مدعومين بثلاث مروحيات وطائرتين جهوداً لإخماد النيران التي اندلعت أول من أمس في كيثيرا، وأرغمت النيران السلطات على إجلاء عدد من الأشخاص الذين علقوا على شاطئ شهير يقصده السياح.
وكانت السلطات المحلية طلبت إعلان حالة الطوارئ لتقديم المساعدة المعززة للجزيرة التي شهدت حريقاً كبيراً في عام 2017، فيما لاتزال 11 من مناطق اليونان تواجه خطر اندلاع حرائق بدرجة مرتفعة جداً، بحسب مسؤولين.
وطلبت اليونان في وقت سابق مساعدة من دول الاتحاد الأوروبي، حيث أشارت تقارير جهاز الإطفاء اليوناني إلى توقعات بوصول طائرتين إيطاليتين، فيما بدأت وحدات إطفاء تشيكية العمل فعلاً.
واشتعلت بؤر ليلاً في جزيرة إيفيا قرب أثينا، حيث أتت النيران على مساحات شاسعة من الأحراج، وأدت إلى نفوق آلاف من حيوانات المزارع.
ومنذ فجر أمس، بذل عمال الكهرباء جهوداً لإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكة كهرباء إيفيا، بينما تواجه بعض القرى مشكلات في إمدادات المياه.
وجنوباً في جزيرة كريت، أفادت تقارير بأنه تم إلى حد كبير احتواء حرائق اندلعت، أول من أمس، ودمرت أربعة منازل وكنيسة.
إجراءات أمنية
وأفادت تقارير بأن الشرطة عززت الإجراءات الأمنية في كريونيري شمال أثينا، مع تزايد المخاوف من استهداف اللصوص منازل غادرها أصحابها هرباً من حريق اندلع، بعد ظهر أول من أمس، وتم احتواؤه بشكل كبير أمس.
وقال أحد الأهالي، ويُدعى يورغوس كريونيرس، وهو يضع كمامة تقيه من الدخان: «إننا نحارب هنا، ماذا باستطاعتنا أن نفعل؟»، وأوضح لـ«فرانس برس»: أنه كان مع آخرين يكافحون لإنقاذ «عمل العمر».
بدوره، قال الكسندوس أندونوبولوس وهو أيضاً من السكان، وقد غادر أثينا بسرعة للوصول إلى القرية: «عندما وصلت إلى هنا، كانت النيران مشتعلة، حدث كل شيء بسرعة كبيرة»، وأضاف: «لحسن الحظ وصل عناصر الإطفاء بسرعة».
من جهته، كتب رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس على مواقع التواصل الاجتماعي، أن على كل من فقد ممتلكات «أن يعلم أن الدولة ستكون إلى جانبه»، وقال إن جهود إخماد الحرائق كانت «جبارة»، لكن «الصورة اليوم تبدو أفضل، والمعركة مستمرة بكل الموارد المتاحة».
موجة حر شديدة
تشهد اليونان موجة حرّ، منذ أسبوع تقريباً، تجاوزت خلاله 40 درجة مئوية في العديد من المناطق، وسجلت درجة الحرارة يوم السبت 45.2 درجة في أمفيلوخيا غرب اليونان، فيما يتوقع أن تبدأ موجة الحر الشديد بالانحسار اعتباراً من اليوم.
ودمرت حرائق، الشهر الماضي، في خيوس، خامس أكبر جزيرة في اليونان والواقعة شمال بحر إيجه 4700 هكتار (11 ألفاً و٦٠٠ فدان) من الأراضي، بينما أرغم حريق غابات اندلع في جزيرة كريت، أوائل يوليو الجاري، 5000 شخص على إخلاء منازلهم.
كما شهد عام 2023 أعنف حرائق غابات وأكثرها تدميراً، إذ أتت على نحو 175 ألف هكتار من الأراضي، وتسببت في مقتل 20 شخصاً، وتشهد اليونان مثل العديد من الدول فصول صيف أكثر حرارة سببها التغيّر المناخي الناجم عن النشاط البشري، الذي يفاقم من وتيرة حرائق الغابات وشدتها ومدتها.