|

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتبع إستراتيجية جديدة في منطقة وسط غزة، تحديدا في دير البلح، تهدف إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية من خلال تكثيف الضغط على السكان المدنيين وإجبارهم على النزوح جنوبا.

وتتزامن هذه العمليات العسكرية مع لحظة حساسة في المفاوضات الجارية في الدوحة، حيث يستخدم الاحتلال تكتيك الضغط الميداني كورقة مساومة في المحادثات.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، اليوم الأحد، إنها تشعر بالقلق والهلع إزاء تقارير تفيد بأن الجيش يعتزم بدء عمليات عسكرية في مناطق وسط القطاع.

جاء ذلك في بيان لعائلات الأسرى، عقب إصدار الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الأحد إنذارات إخلاء للسكان الفلسطينيين في منطقة دير البلح، بوسط قطاع غزة، لتنفيذ عملية برية وتوسيع القتال.

وأضافت العائلات في بيانها “نشعر بالقلق والهلع إزاء تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم العمل في مناطق وسط غزة، التي لم ينفذ فيها عمليات من قبل”.

وتشمل الإستراتيجية الجديدة -بحسب جوني- مطالبة السكان بترك المنطقة باتجاه المواصي والجنوب، مما يمهد لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.

ويأتي هذا التصعيد في دير البلح رغم انخراط قوات الاحتلال في اشتباكات متعددة الجبهات عبر القطاع، سواء في الشمال أو الجنوب في خان يونس، حيث تشير العمليات المستمرة في مناطق متفرقة إلى استنزاف واضح لقدرات جيش الاحتلال وتشتت جهوده العسكرية.

وتندرج هذه العمليات ضمن ما يُعرف بـ”محور نتساريم” الذي أعلن الإسرائيليون إنجازه في الأيام الماضية، والذي يهدف إلى إحكام الطوق على منطقة شرق خان يونس وفصلها عن غربها للتعامل مع عناصر المقاومة الموجودة فيها.

مقاومة فعالة

بينما تواجه هذه الخطة مقاومة فعالة من الفصائل الفلسطينية، التي تنفذ عمليات نوعية في منطقة شرق خان يونس، تحديدا في حي الأبراج الكبيرة والقرارة.

وفي سياق متصل، لفت جوني إلى توصية عسكرية إسرائيلية بضرورة توقيع صفقة تبادل الأسرى، مؤكدا أن قيادة الجيش الإسرائيلي تعتبر أنها أنجزت ما يمكن إنجازه في غزة ولم تعد هناك أهداف عسكرية قابلة للتحقيق.

وتفاقمت مشاكل الجيش الإسرائيلي -وفقا لجوني- بقرار سحب لواءين إستراتيجيين من فرقة 92، وهما لواء المظليين ولواء القوات الخاصة “الكوماندوز”، مما يعكس إشكالية حقيقية في العديد والجهوزية القتالية.

ويشكل هذا القرار ضربة قاسية لفرقة 92 التي تم نقلها سابقا من جنوب القطاع في خان يونس إلى الشمال لدعم القوى هناك عند تكثف العمليات.

ويرى الخبير أن سحب هذين اللواءين اللذين يُعتبران رأس السهم في الفرقة، يؤدي إلى إضعاف كبير لما تبقى من قوات الفرقة في قطاع غزة.

كما تعكس هذه الخطوة إستراتيجية إسرائيلية قائمة على معالجة النقص في مكان بخلق نقص في مكان آخر، مما يشير إلى أزمة حقيقية في الموارد البشرية والعسكرية لجيش الاحتلال في ظل استمرار العمليات على جبهات متعددة.

شاركها.