لم يكن يكتب وصيته

ولم يشترِ كفنه كما قيل

بل احتاج أن يتخيّل حبيبة تنتظره، ثم يلاعبها كدمية جميلة

كان يلمس بأنفه جدران غرفته الصامتة، كما لو أنها إطلالة على المدينة

لقد تأخر كثيراً،

لكنه فعلها وخرج من لعبته القديمة خالعاً اسمه وبطولته.

هل اللعبة بدون لاعب تبقى «لعبة»؟

وهل الحياة بدون أحياء تبقى «حياة»؟

لأول مرة يقف في بيت الدرج: أين مسار الخروج، هل صعوداً إلى الأعلى أم نزولاً إلى الأسفل؟

صعد بخطوات أسرع من الزمن، أبطأ من الحقيقة.

هل كان واثقاً أنه سيجد مكانته في هذا العالم؟

كان يعلم أن سلاحه العتيق سيُسحب منه بمجرد أن يفتح باب غرفته.

وأنه سيخسر هدف حياته الوحيد والمكرر، الذي كان يحققه بضغطة زر في الوقت المناسب.

كل ما يملكه الآن هو حلم وذاكرة، ولن يشتري بهما إلا مزيداً من الحنين،

عليه أن يتعلم كيف يعيش المرء شريفاً.

كيف يمكن أن يعوّض سلاحه المسحوب وهو بلا جيب ولا محفظة

سيأخذ ما لدى الأطفال والضعفاء ليعيش، ثم يبحث عن ما يكفّر به ذنبه.

باجتهاد المبتدئ واندفاع المهاجم، سيصمّم طريقة موته بنفسه.

سيختبر الارتباك والندم وإمكانية الغفران.

صار عليه أن يكذب أحياناً، وصار عليه أن يختار:

«هل تواصل المشي لتصل، أم تتوقف قليلاً للتأمل؟»

«هل تضحّي بحياتك لتنقذ غريباً من الموت، أم تتركه وتنجو بنفسك؟»

حبيبته لم تكن دمية كما تخيلها، بل ممثلة محترفة تؤدي دورها الرومانسي ببراعة ثم تمضي إلى حياتها الشخصية.

ربما لديها زوج وأطفال

بدأت رغبته في تجربة الخيار الخاطئ تتناقص

هاهو يستيقظ منتصف الليل ليتحسس خياراته، كما لو كانت سلاحه.

يؤرّقه مقياس شرفه الذي سيحدد سيناريو نهايته

يريد أن يكون موته أكثر صفاءً وإنسانية

إنه يحاول، يحاول حتى وهو يحتضر

سنشعر بالحزن عند رحيله

ولا بد أن يبقى في القصة شيء لن يكتمل..

شيء ما في الحياة لن يُنجز،

ولا مجال لإعادة المحاولة..

أخبار ذات صلة

 

شاركها.