|

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– إلى زيادة احتمال انهيار المفاوضات الدائرة في قطر بشأن التوصل لاتفاق جديد مع المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال نتنياهو إنه وافق على مقترح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، ثم النسخة التي اقترحها الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل، زاعما أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي رفضتهما.

وحسب نتنياهو، فإن حماس تريد البقاء في غزة وخروج القوات الإسرائيلية “لتعيد تسليح نفسها، وتعاود الهجوم على إسرائيل”، مؤكدا تمسكه بشرط إعادة الأسرى المحتجزين، وتحقيق هدف القضاء على حماس.

وتمثل تصريحات نتنياهو تحولا في العملية التفاوضية بشكل سلبي، إذ يبحث عن شرعنة لاحتمالية انهيار المفاوضات في الدوحة، وفق حديث رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي لبرنامج “مسار الأحداث”.

وفي ضوء هذا التحول، يرغب نتنياهو في إبرام صفقة جزئية، لكنه ليس متعجلا في ذلك، معتمدا على تحولات طرأت على الموقف الأميركي، تتفق أن مزيدا من الوقت يعني مزيدا من المنفعة الإسرائيلية، وكذلك ضربا لمقدرات حماس وبنيتها العسكرية.

لكن القناة الـ13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المفاوضات الجارية في الدوحة “ليست على وشك الانهيار”، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلي باقٍ في قطر، و”إذا كانت المحادثات انهارت، لما استمر هناك”.

وتندرج تلميحات نتنياهو بشأن انتكاسة محتملة في المفاوضات في سياق التغييرات في ميدان المعركة، مثل تكثيف فصائل المقاومة عملياتها وكمائنها، وتصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن “المدينة الإنسانية” في رفح جنوبا.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية ذكرت أن الجيش الإسرائيلي أبلغ القيادة السياسية أن الإصرار على إنشاء ما تسمى “المدينة الإنسانية” في رفح قد يضر بجهود “تحرير المحتجزين”، وأن فترة إنشائها قد تستغرق ما بين 3 إلى 5 أشهر.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل يلجأ نتنياهو في إدارة عملية المفاوضات إلى إستراتيجية تاريخية في إسرائيل تعتمد على البقاء في الحكم مقابل استعداء الآخر، كما يحاول كسب مزيد من الوقت بانتظار دخول الكنيست في عطلته الصيفية.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة مع الشوبكي في جزئية محاولة نتنياهو كسب مزيد من الوقت، من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض كمناورة تفاوضية.

ويبرز احتمال آخر، وهو لجوء نتنياهو إلى سيناريوهات انتهجها سابقا بوضع شروط جديدة على طاولة المفاوضات ثم انهيارها لاحقا، حسب الحيلة.

ورفع نتنياهو مؤخرا من سقف الشروط الإسرائيلية، مثل نزع السلاح وإبعاد قادة المقاومة إلى الخارج بهدف زيادة منسوب الضغط، لكي يوافق الوفد الفلسطيني المفاوض على خرائط الانسحاب التي تبقي قوات الاحتلال على مساحة 40% من قطاع غزة.

وكانت حماس قد اعتبرت أن حديث نتنياهو عن عدم إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة يؤكد “النيات الخبيثة والسيئة” له، وذلك بوضعه العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على قطاع غزة.

الموقف الأميركي

أما بشأن موقف الإدارة الأميركية، فيقول الشوبكي إن واشنطن تعطي تل أبيب مزيدا من الوقت، معربا عن قناعته بوجود مشاريع إسرائيلية مثل التهجير لا يعارضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأعلن ترامب في أكثر من مناسبة قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وكان هذا الحماس ينبع من كون الاتفاق المرتقب -وفق الشوبكي- مقدمة للذهاب لصفقة تتضمن تسوية ما للقضية الفلسطينية ضمن مشروع إقليمي يصعب على نتنياهو عرقلته.

ورغم تفاؤل ويتكوف، فإن الحيلة يرى في التصريحات الأميركية تبادلا في الأدوار مع إسرائيل وعملية مدروسة على قاعدة اليد الغليظة والناعمة، مما يمنح حكومة نتنياهو غطاء ووقتا لمزيد من القتل والتجويع.

وفي هذا الإطار، نقلت وكالة رويترز عن ويتكوف قوله إنه “متفائل” بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، كاشفا عن أنه سيلتقي مسؤولين قطريين كبارا في نيوجيرسي الأميركية.

شاركها.